تحتفي دول العالم في ال16 من نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للصقارة حيث يُصادف هذا العام الذكرى ال12 لتسجيل منظمة اليونسكو للصقارة كتراث إنساني حي في قائمتها التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي.

وتوجّه ماجد علي المنصوري الأمين العام لنادي صقاري الإمارات رئيس الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة – IAF – بخالص الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» ولسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس نادي صقاري الإمارات للدعم الكبير الذي يُقدّمه أصحاب السمو الشيوخ لجهود ومشاريع حماية التراث الإنساني والذي تُعتبر الصقارة إحدى أهم ركائزه وتعزيز أسس التعاون المُشترك بين مختلف الشعوب والثقافات سيراً على ما زرعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه” في قلوب أبناء الإمارات من عشق للتراث والاعتزاز به.

وقال في تصريح له بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للصقارة إن الشيخ زايد رحمه الله حظي بالكثير من التقدير في العالم أجمع لتأثيره الإيجابي الكبير في عالم الصقارة والصيد المُستدام مُشيراً إلى أنّ مقولته المعروفة بأنّ»الصيد بالصقور هو تذكير دائم لنا بقوى الطبيعة وبالعلاقة المتبادلة بين الكائنات الحية والأرض التي نتقاسم العيش عليها وباعتمادنا على الطبيعة«لا زالت محوراً لأهم المشاريع البيئية التراثية والمؤتمرات العلمية.

وأضاف أنّه كان لأبوظبي الدور الأساس في تسجيل الصقارة ضمن لائحة التراث غير المادي لليونسكو بما يعنيه ذلك من عائد ثقافي واجتماعي وسياحي مُهم حيث تضافرت جهود العديد من الجهات والمؤسسات الرسمية المعنية بالتراث والثقافة في دولة الإمارات وبدعمٍ كبير ومتابعة مباشرة من قبل أصحاب السمو الشيوخ لتحقيق هذا الإنجاز والاعتراف الدولي المُهم بمشروعية ممارسة الصيد بالصقور.

وأعلنت منظمة اليونسكو في ديسمبر من العام الماضي عن انضمام دول جديدة لملف تسجيل الصقارة الذي تمّ اعتماده للمرّة الأولى في العام 2010 وهو أكبر ملف مشترك للتراث غير المادي في تاريخ المنظمة الدولية وهو ما انعكس بشكل ملحوظ بعد نحو 12 عاماً على توسّع رقعة انتشار رياضة الصيد بالصقور عالمياً لتُمارس اليوم بشكل مشروع في 90 دولة من قبل ما يزيد عن 100 ألف صقّار.

وشارك في إجراءات التسجيل حينها وإعداد الملف المشترك 11 دولة بقيادة الإمارات التي أطلقت المُبادرة في العام 2005 وانضمّت لها فيما بعد كل من السعودية وبلجيكا والتشيك وفرنسا وكوريا الجنوبية والمغرب اضافة الى إسبانيا وسوريا وقطر ومنغوليا وبعد نجاح إجراءات التسجيل في 16 نوفمبر 2010 انضمت للملف عام 2012 دولتا النمسا والمجر وكذلك كل من البرتغال وألمانيا وإيطاليا وباكستان وكازاخستان في عام 2016 أما في عام 2021 فقد انضمّت للملف كل من كرواتيا وإيرلندا وقرغيزستان وهولندا وبولندا وسلوفاكيا وبذلك فقد بلغ عدد الدول المشاركة في ملف الصقارة اليوم 24 دولة.

وتُعتبر الإمارات من أوائل الأعضاء في الاتحاد العالمي للصقارة من خلال عضوية نادي صقاري الإمارات مُنذ العام 2003 حيث يُعتبر الاتحاد المؤسسة العالمية الوحيدة التي تُمثّل رياضة الصيد بالصقور ويضم في عضويته 110 نادياً ومؤسسة معنية بالصقارة.

يذكر أنه وتقديراً للدور الهام والفاعل لدولة الإمارات في مجال الحفاظ على التراث الإنساني وصون الصقارة والصيد المُستدام فقد اختير مؤسس نادي صقاري الإمارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» رئيساً فخرياً للاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة (IAF) في عام 2017.

ويُواصل نادي صقاري الإمارات ومُنذ تأسيسه في عام 2001 جهوده بنجاح في زيادة الوعي بقيمة الصقارة كتراث وفنّ إنساني مُشترك يجمع بين الصقارين في داخل دولة الإمارات وخارجها وتعريف أعضائه بأساليب الصيد المُستدام وأخلاقيات رياضة الصيد بالصقور من أجل الارتقاء بها.

وأكدت سابرينا دايتيز عضوة الاتحاد الأوروبي لجمعيات الصيد والصون أهمية دور الإمارات في تعزيز انتشار الصقارة بشكل مشروع والتركيز على الصيد المُستدام.

وأشارت إلى أنّ معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية يعمل بفاعلية على تأسيس قنوات اتصال مباشرة بين مُربّي الصقور والصقارين وتشجيع النظرة الإيجابية للصقارة لمن هم خارج مُحيطه وذكرت أنّ دولة الإمارات أولت اهتماماً بالغاً للصقارة والصقور لما ارتبط بها من قيم نبيلة وصفات أصيلة كما اهتمت في الوقت نفسه بالحفاظ على الطبيعة والصيد المُستدام.

يُشار إلى أنّه وخلال فعاليات الدورة الأخيرة من معرض أبوظبي للصيد أقيمت فعاليات مؤتمر «أهمية دور المُجتمعات المحلية والشعوب الأصلية في تعزيز الصلة بين التراث الثقافي غير المادي والحفاظ على الحياة البرية» حيث أشاد المتحدثون في المؤتمر من 24 دولة بجهود دولة الإمارات في مجال دعم الصقارة وصون البيئة وتحقيق الاستدامة مؤكدين أنّ اهتمام الإمارات ومؤسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لم تكن مصادفة أو ارتجالية ولكنها تعكس إيماناً عميقاً بضرورة العمل من أجل حماية وصون البيئة من جانب، وفي نفس الوقت التمسّك بالعادات والتقاليد الأصيلة.

ووقّع كل من الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة، والاتحاد الدولي لصون الطبيعة، مُذكّرة تفاهم مهمة على صعيد تعزيز مشاريع صون الأنواع والحفاظ على التراث الثقافي.

وسلّط المؤتمر الضوء على أهمية معرض أبوظبي للصيد ودور الإمارات على الصعيد الدولي في توسيع رقعة عالم الصقارة والحفاظ على البيئة والتراث الثقافي وشدّد على أنّ رياضة الصيد بالصقور غنية بالنجاحات في مجال الصيد المُستدام والتي من الضرورة مُشاركتها باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من المجتمعات المحلية والشعوب الأصلية وتشجيع استراتيجات استعادة النظم الإيكولوجية من خلال الاستخدام المُستدام والاعتراف بدور الصقارة كتراث مهم في المجتمعات المحلية والسكان الأصليين والدور القيادي الذي يمكن أن يلعبه الصقارون في تقديم الدعم لتحقيق أهداف الحفظ وصون التراث.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version