اختتم مؤتمر الأطراف حول المناخ “كوب27” أعماله في شرم الشيخ، بعد أن شكّل فرصة للعديد من الأطراف الفاعلة في عالم الموضة والرفاهية لعرض التزاماتها فيما يتعلّق بتخفيض الانبعاثات الكربونيّة حول العالم. فما هي أبرز المبادرات والاتفاقات التي تمّ التوصّل إليها في هذا المجال؟.

من أبرز التعاونات التي تمّ تسليط الضوء عليها في هذا المؤتمر تلك التي تجمع بين روزنامة الموضة العالميّة Global Fashion Agenda (GFA) وبرنامج الأمم المتحدة البيئي United Nations Environment Programme (UNEP). وستتمّ ترجمة هذا التعاون عبر استفتاء يهدف إلى إشراك المستهلكين في الأهداف والتدابير التي تتناول دور التأثير البيئي في صناعة الموضة.

يأخذ هذا الاستفتاء شكل دراسة استقصائية عبر الإنترنت، وهو سيكون متوفراً بلغات عدة ويترافق مع حلقات عمل إقليميّة يتمّ تنظيمها في أميركا اللاتينيّة، الجزر الكاريبيّة، آسيا وإفريقيا. كل ذلك بهدف وضع معايير وممارسات الشراء والاستدامة في قلب التبادلات لتحديد أهداف واستراتيجيّات مستدامة للعلامات التجاريّة.

– تعاون على مستوى واسع:

شهد هذا المؤتمر اجتماع 750 علامة تجارية في مشروع Canopy الذي يهدف إلى حماية الغابات وتأمين إمدادات مسؤولة من ألياف السيلولوز. وبهذه المناسبة اتخذت الشركات الموقّعة عليه ومنها: kering، وLVMH، وInditex، وGap، وH&M تعهداً جماعياً بشراء نصف مليون طن من المواد البديلة ذات البصمة الكربونيّة المحدودة لتصنيع أزياء، وأكسسوارات، ومستلزمات تغليفها.

من شأن هذا الاتفاق أن يُساهم بتأمين تمويل لعدد يتراوح بين 10 و20 مصنع لعجينة الورق ذات البصمة البيئيّة المحدودة بهدف إنتاج ألياف بديلة وخلق أسواق لها. وهو يتضمّن الاستفادة من مخلّفات الزراعة والمنسوجات المعاد تدويرها في البحث عن بدائل للأخشاب. يُقدّر مشروع Canopy أن إعادة تدوير 25 بالمئة من القطن و25 بالمئة من السيلولوز يمكن أن يحل مكان جميع الألياف الخشبيّة المستخدمة حالياً في مجال صناعة الموضة.

– مبادرات واتفاقات:

شهد مؤتمر “كوب27” إطلاق مبادرة Better Cotton Initiative (BCI) التي تواكب 2,4 مليون مزارع في 25 دولة. وهي تضمّنت تحذيراً قلقاً إلى حكّام العالم وطلبت منهم التمسّك بالتزاماتهم وتحويل مواقفهم إلى أفعال، كما أنها حثّت المسؤولين إلى إعطاء الأولويّة للعدالة البيئيّة في التعامل مع المزارعين في مختلف أنحاء العالم.

اتخذت مبادرة BCI هدفاً لها يتمثّل بتخفيض الانبعاثات العالميّة لمنتجي القطن بنسبة 50 بالمئة قبل العام 2030، هذا بالإضافة إلى 4أهداف أخرى مرتبطة بالعناية بالتربة، ضبط استعمال المبيدات، دعم المزارعين الصغار، وتمكين النساء.

في هذا الإطار، كشفت مجموعة LVMH الفرنسيّة لصناعة المنتوجات الفاخرة عن دعمها لإنماء الاقتصاد البيولوجي الدائري والمشاركة بإعادة تشجير الغابات في إفريقيا من خلال دعم 500 من منتجي القطن ومساعدتهم على محاربة جفاف التربة. ومن أبرز التعهدات التي شهدها المؤتمر أيضاً إعلان كلاً من الولايات المتحدة، وبريطانيا، والنروج، وهولند بإنشاء خطوط بحريّة غير ملوّثة للبيئة في موانئهم.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version