أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح ورضوض، السبت، جراء اعتداءات نفذها مستوطنون يتقدمهم عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير، خلال احتفالهم بأعياد يهودية في البلدة القديمة بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، فيما طالبت الخارجية الفلسطينية بإجراءات دولية وأمريكية فاعلة لوقف اعتداءات ميليشيات بن غفير.
هاجمت مجموعات من المستوطنين بحماية الجيش الإسرائيلي وسط مدينة الخليل، وقاموا برشق المحال التجارية والمواطنين الفلسطينيين بالحجارة، كما اعتدوا على منازل في أحياء عدة بالمدينة.
واعتدى المستوطنون على محلات تجارية ومنازل في أحياء تل ارميدة، جابر، السلايمة، شارع الشهداء، وشارع الشلالة الأوسط بحماية كبيرة من الجيش الإسرائيلي.
وفي خطوة هي الأولى من نوعها، قام المئات من المستوطنين بتنظيم مسيرة من شارع الشلالة الأوسط، باتجاه باب الزاوية.
ولدى وصولهم إلى باب الزاوية هاجم المستوطنون المحال التجارية والمواطنين بالحجارة، وحينما حاول مواطنون صد هجوم المستوطنين قام جنود الجيش بإطلاق الرصاص باتجاه المواطنين.
وعلى الجانب الآخر، قام الجيش الإسرائيلي باقتحام منزلين في حي جابر القريب من المسجد الإبراهيمي واعتقل فلسطينيين اثنين.
اعتداءات بشعة
وفي الأثناء، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية بأشد العبارات الاجتياح الاستيطاني للبلدة القديمة في الخليل. وقالت الخارجية، في بيان، إن المستوطنين ارتكبوا أبشع أشكال الاعتداءات العنصرية بحق المنازل والمحلات التجارية، ورفعوا شعارات ورددوا هتافات معادية للفلسطينيين والعرب، بالإضافة إلى إقدام القوات الإسرائيلية على إغلاق العديد من الشوارع والأحياء لتسهيل الاجتياح.
وشددت الوزارة على أن إقدام الجيش الإسرائيلي على تسهيل وتأمين اعتداءات المستوطنين وعناصرهم ضد أهالي الخليل وتسليمهم البلدة القديمة لبن غفير واتباعه لم يعد توزيعاً للأدوار، وإنما وحدة واندماج بينهما لتحقيق المزيد من الأطماع التوسعية في ظل نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، بما في ذلك محاولة السيطرة على الحرم الإبراهيمي الشريف كاملاً وتفريغ البلدة للقديمة من مواطنيها الأصليين، كاختبار واضح من قبل غلاة المستوطنين ليس فقط لحكومة اليمين واليمين المتطرف في إسرائيل وإنما أيضاً للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة ومؤسساتها ومنظماتها.
مناشدة للمجتمع الدولي
وحملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الاعتداءات وتداعياتها على ساحة الصراع، وتعتبرها دعوة علنية لتفجير ساحة الصراع وإدخالها في دوامة من العنف يصعب السيطرة عليها.
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية بإدانة هذه الاعتداءات واتخاذ ما يلزم من الإجراءات التي يفرضها القانون الدولي لوقفها فوراً ومنع تكرارها. كما طالبت الدول كافة بما فيها تلك التي تدعي الحرص على مبادئ حقوق الإنسان وعملية السلام على أساس حل الدولتين، لاعتماد منظمات المستوطنين ومن يقف خلفها على قوائم الإرهاب لديها ومنع قياداتها وعناصرها من دخول أراضيها، واتخاذ ما يلزم من الخطوات القانونية والعقوبات والضغط على إسرائيل لتفكيكها وتجفيف مصادر تمويلها.
واعتبرت الوزارة الفلسطينية أن فشل المجتمع الدولي في هذا الاختبار سيفتح الباب أمام المزيد من اعتداءات المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين العزل وأرضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، بما يؤدي إلى تفويت أية فرصة لتحقيق التهدئة واستعادة الأفق السياسي لحل الصراع.
إصابة في نابلس
في الأثناء، أصيب، فجر أمس السبت، شاب بالرصاص الحي الذي أطلقته قوات الجيش الإسرائيلي خلال اقتحام مدينة نابلس. وأفادت مصادر طبية بأن القوات الإسرائيلية اقتحمت البلدة القديمة بنابلس، وسط اندلاع مواجهات، أُصيب خلالها شاب بالرصاص الحي في القدم، وجرى نقله إلى أحد المستشفيات، ووصفت حالته بالمستقرة. (وكالات)