بغداد: «الخليج»-وكالات

 تعرضت مواقع تابعة للمعارضة الإيرانية الكردية في إقليم كردستان العراق، أمس الثلاثاء، لقصف إيراني جديد بالصواريخ والطائرات المسيّرة، بالتزامن مع غارات مماثلة شنها الطيران التركي على مواقع المسلحين الأكراد في سوريا المجاورة، وأكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن موعد العملية البرية ضد مواقع المعارضة الكردية في سوريا بات وشيكاً، في حين دعت واشنطن وموسكو الأطراف إلى الهدوء وضبط النفس، ووقف التصعيد. 

وقالت وكالة تسنيم الإيرانية الرسمية، إن «مقر جماعة (حزب الحرية الكردستاني) «باك»، استُهدف بالصواريخ والطائرات المسيًرة الانتحارية». وتم استهداف «باك» على محيط ألتون كوبري الخاضعة لسيطرة البيشمركة القوات العسكرية لإقليم كردستان العراق  وتُعد إحدى المناطق المتنازع عليها بين الإقليم وحكومة بغداد. وقال الناطق باسم هذا الفصيل خليل نادري «اتخذنا احتياطاتنا وأخلينا المباني ولم تقع إصابات».

 وفي وقت متزامن استهدفت مسيّرة تركية قاعدة مشتركة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن وقوات سوريا الديمقراطية التي قتل اثنان من عناصرها، وفق ما أفاد متحدث باسم تلك القوات، فيما أعلنت القوات الأمريكية أنها «كانت بمنأى عن الخطر». ويأتي القصف بالمسيرة التركية بعد يومين على إطلاق تركيا عملية جوية محدودة، ليل السبت الأحد، شنت خلالها عشرات الغارات الجوية ضد مواقع للمقاتلين الأكراد في سوريا والعراق. ودعا القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، موسكو وواشنطن لمنع التصعيد. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية «تتركز مساعينا الأساسية حالياً على خفض التصعيد من قبل الطرف التركي، وسنفعل كل ما في وسعنا من أجل تحقيق ذلك من خلال التواصل مع جميع المعنيين في الملف السوري».

 وقال الرئيس التركي إن بلاده ستهاجم المسلحين الأكراد بدبابات وجنود في أقرب وقت ممكن، بعد تصاعد الهجمات الانتقامية على طول الحدود السورية بين القوات التركية وفصيل كردي مسلح. وقال أردوغان في كلمة «كنا نهاجم الإرهابيين منذ أيام قليلة بطائراتنا ومدافعنا وبنادقنا». وأضاف «إن شاء الله، سنقتلعهم جميعاً في أسرع وقت ممكن باستخدام دباباتنا وجنودنا».

 وأثارت تصريحات الرئيس التركي قلق واشنطن وموسكو، ما دفعهما إلى دعوة أنقرة إلى ضبط النفس. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، في بيان «ندعو إلى وقف التصعيد في سوريا لحماية المدنيين ودعم الهدف المشترك المتمثل في هزيمة تنظيم «داعش»». وأضاف «نواصل معارضة أي عمل عسكري غير منسق في العراق ينتهك سيادة العراق».

 وحذّر الكرملين من «زعزعة الاستقرار» في شمال سوريا. وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، لصحفيين «نفهم مخاوف تركيا المرتبطة بأمنها… لكن في الوقت عينه، ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي مبادرة يمكن أن تؤدي إلى زعزعة خطيرة للوضع العام». وأضاف «قد يأتي ذلك بنتائج عكسية ويزيد من تعقيد الوضع الأمني».

 وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، عبّرت، أمس الأول الاثنين، عن «قلقها» إزاء الغارات الجوية التي شنّتها تركيا ليل السبت-الأحد، مناشدة أنقرة «ضبط النفس».  بدورها دعت ألمانيا تركيا إلى ردّ «متناسب» يتوافق مع القانون الدولي.

 وفي المقابل، طالبت تركيا، أمس الأول الثلاثاء، حلفاءها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، بأن «يوقفوا كل دعم» لوحدات حماية الشعب، وهي الفصيل الكردي الرئيسي في سوريا، وتعتبرها أنقرة «إرهابية»، فيما تدعمها واشنطن في محاربة تنظيم «داعش».


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version