استهدفت طائرات تركية مسيّرة، أمس الخميس، منشآت نفطية رئيسية تديرها قوات سوريا الديمقراطية، «قسد»، في شمال شرق سوريا، في ضربات جوية أدانتها الإدارة الأمريكية بشدة، ودعت إلى «وقف فوري للتصعيد»، وتحدثت مصادر عن لقاء بين وفد أمريكي وقيادة قوات «قسد» لبحث وقف الهجوم التركي، في وقت أجرى وزيرا الدفاع الروسي سيرغي شويغو، والتركي خلوصي آكار، محادثات حول سوريا واتفاق الحبوب مع أوكرانيا، وأبلغت أنقرة موسكو أنها ستواصل عملياتها العسكرية في سوريا والعراق.

استهداف النفط والغاز

وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن عشرات من بينهم 11 من مقاتليها، لقوا حتفهم في الضربات، وهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها تركيا منهجياً حقول النفط في المنطقة التي تسيطر عليها قوات «قسد». وذكرت «قسد»، أن تركيا ضربت الأراضي السورية بشكل أعمق مما فعلته في عملياتها السابقة. وقالت في بيان إن الضربات قتلت 15 مدنياً، و25 جندياً من قوات الحكومة السورية. وأشار البيان إلى أن «الجيش التركي يستهدف توجيه ضربات كبيرة لقواتنا الدفاعية، خاصة قادتنا ومراكز قيادتنا… وبهذه الطريقة يمهد لهجوم بري». وقالت ثلاثة مصادر في مدينتي القامشلي والحسكة، إن الطائرات المسيّرة التركية قصفت منشآت نفطية مساء الأربعاء، قرب القامشلي، وأيضاً في منطقة الرميلان الغنية بالنفط والتي توجد بالقرب منها قوات أمريكية.

جهود أمريكية للتهدئة

وفي إطار الجهود الأمريكية لوقف العملية التركية ضد المقاتلين الأكراد، التقى وفد أمريكي برئاسة منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط، بريت ماكغورك، أمس الخميس، قيادة قوات «قسد» لبحث وقف الهجوم التركي. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، قال لصحفيين «تحضّ الولايات المتحدة على وقف فوري للتصعيد في شمال سوريا. نشعر بقلق بالغ إزاء الأعمال العسكرية الأخيرة التي تزعزع استقرار المنطقة.. وتعرّض المدنيين والأفراد الأمريكيين للخطر». وتابع «نتفهّم أن لدى تركيا مخاوف أمنية مشروعة في ما يتعلّق بالإرهاب. لكننا في الوقت ذاته عبّرنا باستمرار عن مخاوفنا الجديّة إزاء تأثير التصعيد في سوريا» في مواجهة «تنظيم داعش وفي المدنيين على جانبي الحدود». وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، قالت إن الضربات الجوية التركية تهدد سلامة العسكريين الأمريكيين، وإن الوضع المتصاعد يعصف بالتقدم على مدى سنوات ضد تنظيم «داعش» في المنطقة.

أنقرة: العمليات ستستمر

من جهة أخرى، أكد وزير الدفاع التركي لنظيره الروسي في اتصال هاتفي، أمس الخميس، أن أنقرة ستواصل الرد على الهجمات التي تنطلق من شمال سوريا، بعد أن طلبت موسكو من أنقرة تجنب هجوم واسع النطاق في سوريا. وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إن أكار أبلغ نظيره الروسي سيرغي شويغو، أن «أولوية تركيا هي درء التهديدات الإرهابية بشكل دائم»، مشيرة إلى ضرورة الالتزام بالاتفاقيات السابقة بشأن هذه القضية.

من جهته، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن عمليات القوات المسلحة التركية في شمال العراق وسوريا ستستمر. وبحسب بيان الخارجية التركية: «أجرى وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الفنلندي، بيكا هافيستو. وخلال المحادثة، أكد الوزير أوغلو أيضاً أن حربنا ضد الإرهاب سوف تستمر بحزم كجزء من عملية المخلب السيف».

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version