موسكو – رويترز
التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، مع 17 من أمهات الجنود الروس الذين يقاتلون في أوكرانيا، وقال لمن فقدن أبناءهن في الحرب، إنه والقيادة الروسية بكاملها يشاركونهن آلامهن.
والتقى بوتين مع الأمهات في مقر إقامته بضيعة نوفو أوجاريوفو بمناسبة «عيد الأم» الروسي الذي يوافق، الأحد، وظهر الرئيس الروسي في مقطع مصور مسجل، وهو يجلس مع الأمهات حول مائدة مستديرة، وُضعت عليها أكواب الشاي، وقطع حلوى وأطباق التوت الطازج. وابتسمت أمهات كثيرات لحظة دخوله المكان.
وقال بوتين، إنه يتفهم قلق وخوف أمهات الجنود وآلام من فقدن أبناءهن في أوكرانيا.
وتابع: «أود أن تعرفن أنني شخصياً وباقي قيادة البلاد نشعر بآلامكن». وقال بوتين، وهو يتنهد: «ندرك أنه لا شيء يمكن أن يعوض عن فقد ابن، خاصة للأم… نشارككن الشعور بهذا الألم».
وأكد بوتين أنه لا يشعر بأي ندم على شن ما يسميه «العملية العسكرية الخاصة» لروسيا في أوكرانيا، ووصف الحرب بأنها لحظة فاصلة، وقفت فيها روسيا أخيراً في وجه هيمنة غربية متعجرفة، بعد عقود من الامتهان في السنوات التي تلت سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991.
وحث بوتين الأمهات على ألاّ يثقن بشبكة بالإنترنت.
وقال: «لا يمكن أن تثقن بأي شيء فيها على الإطلاق. فيها جميع أنواع الاختلاقات والخداع والأكاذيب».
وأشاد الرئيس الروسي بأبنائهن الذين يدافعون عما سماه نوفوروسيا التي تعني «روسيا الجديدة» وهو تعبير من عصر الإمبراطورية القيصرية يستخدمه القوميون الروس في وصف جزء من جنوب وشرق أوكرانيا تطالب به روسيا الآن. وقال بوتين، إنه يتحدث أحياناً بالهاتف مع جنود روس على الجبهة، وإن كلماتهم تجعلهم أبطالاً في عينيه.
وأسفرت الحرب في أوكرانيا عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف من الجنود من الجانبين، وفقاً لتقديرات الولايات المتحدة.
وفجرت العملية العسكرية الروسية، أكبر مواجهة بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962. وتقول أوكرانيا والدول الغربية، إن بوتين ليس لديه ما يبرر الحرب.
وكانت آخر مرة كشفت فيها روسيا عن خسائرها في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، عندما قال وزير الدفاع سيرجي شويجو، إن 5937 جندياً روسياً قُتلوا.