جددت القوات التركية، أمس الأحد، قصفها الجوي والمدفعي على مواقع قوات سوريا الديمقراطية «قسد» في ريف حلب، شمال سوريا، فيما استقدمت القوات التركية تعزيزات عسكرية جديدة إلى المنطقة، بالتزامن مع دخول تعزيزات عسكرية ضخمة لقوات التحالف الدولي مناطق شمال وشرق سوريا قادمة من إقليم كردستان العراق، فيما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا لها حق التصرف في المناطق التي حددتها خارج حدودها من أجل حماية أمنها، في حين شدّدت موسكو على أن الخلافات مع أنقرة بشأن سوريا يمكن حلها من خلال الحوار.

وذكرت مصادر ميدانية أن الطيران التركي المسيّر استهدف بعدة صواريخ مطار منغ العسكري الخاضع لسيطرة «قسد» بريف حلب الشمالي، بالتزامن مع قصف مدفعي للقوات التركية المتمركزة بالقواعد المحيطة بمدينة جرابلس على المواقع العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية في ريف حلب الشرقي. وأفاد المرصد السوري، أمس الأحد، بمقتل خمسة من القوات الحكومية في استهداف طائرة مسيرة تركية لنقطة عسكرية بريف عفرين شمال غرب حلب. وقال المرصد، إن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالة خطِرة بعد الاستهداف التركي للنقطة العسكرية في قرية كشتعار بناحية شران في ريف عفرين.

وأفادت مصادر محلية بوصول تعزيزات جديدة للجيش التركي، خلال الساعات الماضية، إلى الأراضي السورية قادمة عبر معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا. وبحسب المصادر، فقد ضمت التعزيزات التركية 8 شاحنات عسكرية، وسبع دبابات ومدفعية وناقلات جند.

وبالمقابل، أشار المرصد السوري إلى دخول تعزيزات ضخمة للتحالف الدولي تتألف من نحو 100 شاحنة دخلت الأراضي السورية عبر معبر الوليد الحدودي مع إقليم كردستان العراق، بحسب المرصد الذي لفت إلى أنها عبرت مدينة القامشلي واتجهت نحو قواعد أمريكية جنوب الحسكة.

وأضاف أن هذه سادس قافلة لقوات التحالف تدخل مناطق شمال وشرق سوريا خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني.

من جهة أخرى، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده لها حق التصرف في مناطق حددتها خارج حدودها لحماية أمنها، و«لا يمكن لأحد أن يمنعها من استخدام هذا الحق»، في إشارة للعراق وسوريا. وأضاف أردوغان: «تم تحييد 480 مسلحاً في عملياتنا العسكرية الجارية في العراق وسوريا». وتابع: «لدينا حق مشروع ولا أحد بإمكانه أن يقف أمام ممارستنا حقنا». إلى ذلك، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن هناك خلافات بين روسيا وتركيا بشأن الوضع في سوريا، لكن مستوى العلاقات بين البلدين يسمح بحلها من خلال الحوار. وأوضحت المتحدثة باسم الكرملين، في تصريح صحفي، أمس الأحد، أن الخلافات مع تركيا بشأن سوريا تم في وقت سابق وقفها والتقليص منها، وذلك بمجرد التوقيع على اتفاقية في سوتشي، مشيراً إلى أنه بعد ذلك صرح مسؤولون روس، وكذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعدم رضاهم عن تنفيذ الاتفاقية التي تمّ توقيعها. وأضاف أن «مستوى علاقاتنا وحكمتنا السياسية يسمحان لنا بحل هذه الخلافات، ليس من خلال المواجهة، بل من خلال المفاوضات الصعبة والطويلة أحياناً، ولكن مع ذلك بالمفاوضات».

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version