يُعرف كوكب المريخ باسم “الكوكب الأحمر” لمنظره الجاف والمغبر والغني بأكسيد الحديد بالإضافة إلى غلافه الجوي الرقيق البارد للغاية، والذي لا يمكن أن توجد مياه على سطحه بأي شكل آخر غير الجليد.

لكن الأدلة العلمية كشفت مفاجأة غير متوقعة عن الكوكب، الذي كان في يوم من الأيام مكاناً مختلفاً تماماً، مع جو أكثر دفئاً وكثافة والمياه تتدفق على سطحه.

فقد حاول العلماء لسنوات الإجابة على السؤال الأهم وهو مقدار الماء الذي كان على سطح المريخ وفيما إذا كانت كافية للحياة، بحسب موقع “سيانس أليرت”.

عمقه 300 متر

لتكشف دراسة جديدة أجراها فريق دولي من علماء الكواكب، أنه كان لدى المريخ ما يكفي من الماء قبل 4.5 مليار سنة، لتغطيته في محيط يصل عمقه إلى 300 متر (حوالي 1000 قدم).

وإلى جانب الجزيئات العضوية والعناصر الأخرى الموزعة في جميع أنحاء النظام الشمسي بواسطة الكويكبات والمذنبات في هذا الوقت، اعتبر العلماء بأن هذه الظروف تشير إلى أن المريخ ربما كان أول كوكب في النظام الشمسي يدعم الحياة.

المريخ (آيستوك)

ويُعتقد أن هذه التأثيرات لها علاقة في كيفية توزيع الماء لبناء حياة في جميع أنحاء النظام الشمسي. مع ذلك، فإن دور هذه الفترة في تطور الكواكب الصخرية في النظام الشمسي الداخلي، لا سيما عندما يتعلق الأمر بتوزيع العناصر المتطايرة مثل الماء، لا يزال محل نقاش.

الدليل في النيازك

فيما بيّن الفريق الدولي الذي شارك في الدراسة عن وجود تباين نظير كروم واحد (54Cr) في النيازك المريخية التي تعود إلى هذه الفترة المبكرة.

وكانت هذه النيازك جزءاً من قشرة المريخ في ذلك الوقت وتم طردها بسبب اصطدامات الكويكبات التي أرسلتها إلى الفضاء.

بمعنى آخر، يمثل تكوين هذه النيازك القشرة الأصلية للمريخ قبل أن ترسب الكويكبات الماء وعناصر مختلفة على السطح.

ونظرًا لأن المريخ لا يحتوي على صفائح تكتونية نشطة مثل الأرض، فإن السطح لا يخضع للحمل المستمر وإعادة التدوير.

(آيستوك)

(آيستوك)

لذلك، فإن النيازك المنبعثة من المريخ منذ مليارات السنين تقدم رؤية فريدة لما كان عليه المريخ بعد فترة وجيزة من تشكل كواكب النظام الشمسي.

دراسة سابقة

وتشبه هذه الدراسة الأبحاث الحديثة التي استخدمت نسب الديوتيريوم إلى الهيدروجين للنيازك المريخية لإنشاء نماذج لتطور الغلاف الجوي، حيث أظهرت النتائج التي توصلوا إليها أن المريخ ربما كان مغطى بالمحيطات عندما كانت الأرض لا تزال كرة من الصخور المنصهرة.

يشار إلى أن باحثين من معهد الفيزياء العالمي في باريس (IPGP) التابع لجامعة باريس، أجروا الدراسة بمشاركة مركز تكوين النجوم والكواكب التابع لجامعة كوبنهاغن (StarPlan) ، ومعهد الجيوكيمياء والبترولوجيا (GeoPetro) في ETH Zürich ، ومعهد الفيزياء بجامعة برن.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version