سجّل قطاع السلع الفاخرة في العام 2022 نمواً قياسياً، مدفوعاً بشكل أساسي بمبيعات الأكسسوارات وتحديداً الحقائب الجلديّة، المجوهرات، والساعات ثم المنتجات الرقميّة ومنها الرموز غير القابلة للاستبدال NFT بالإضافة إلى الأكسسوارات والأزياء الرقميّة… ومن المنتظر أن تتحوّل هذه الأخيرة إلى رافعة جديدة لنموّ هذا القطاع الذي من المتوقع أن يتراوح حجمه بين 62 و124 مليار دولار بحلول العام 2030.

هذه الأرقام قدّرتها دراسة تمّ الكشف عنها مؤخراً في ميلانو، وقامت بها شركة الاستشارات الإداريّة الأميركيّة Bain&Company لصالح مؤسسة Altagamma التي تضمّ أبرز الأسماء الإيطالية في مجال صناعة المنتجات الفاخرة. تُشير الدراسة إلى تحقيق نمو في جميع قطاعات السلع الفاخرة خلال هذا العام بما فيها قطاعا الجمال والأزياء الجاهزة التي سجّلت تراجعاً خلال فترة انتشار جائحة كورونا. أما القطاعان اللذان حققا النمو الأكبر فهما المنتجات الجلديّة من جهة والمجوهرات والساعات من جهة أخرى.

– النمو بالأرقام:

تُظهر الدراسة تحقيق قطاع الساعات نمواً عالمياً بنسبة 23 بالمئة خلال العام الجاري ليبلغ حوالي 54 مليار دولار ويترافق مع طلب مستمر على المنتجات المتميّزة والقطع الأيقونية. واللافت أن هذا القطاع يستقطب اهتمام جميع الأجيال التي تبحث عن أكسسوارات فاخرة كرمز للرفاهية أو التي تعتبرها استثماراً رابحاً خاصةً بوجود سوق لإعادة بيع هذه المنتجات بكل سهولة، وحتى تحقيق أرباح في هذا المجال.

أكسسوارات وأزياء إفتراضية من متجر غوتشي الرقمي

أكسسوارات وأزياء إفتراضية من متجر غوتشي الرقمي

أما قطاع المجوهرات فحقّق نمواً عالمياً وصل إلى 24 بالمئة ليبلغ حوالي 29 مليار دولار مع تسجيله اهتماماً بارزاً بالمجوهرات المبتكرة. وقد حقّق قطاع الحقائب الجلديّة نمواً بنسبة 24 بالمئة أيضاً ليبلغ حوالي 83 مليار دولار مع تركيز لافت على التصاميم الأيقونية أكثر من التصاميم الرائجة والاهتمام باسم العلامة كدافع أساسي لاقتناء الحقائب الجلديّة.

تبقى فئة الحقائب عنصراً أساسياً ضمن استراتيجيات الدور العالمية التي ركزت على إطلاق مجموعات من الحقائب الصغيرة جداً أو الكبيرة جداً التي ترضي متطلبات الجيل الجديد. وقداستفاد القطاع بشكل كبير من ارتفاع الأسعار الذي طرأ عليه على مرّ السنوات.

– من سلع فاخرة إلى قطع فنيّة:

إن تسجّيل سوق الأكسسوارات لارتفاع مستمر في المبيعات خلال السنوات الماضية، وخاصةً فيما يتعلّق بالحقائب والساعات، جعل أبرز سلعه تتحوّل من تصاميم أيقونيّة إلى قطع فنيّة ورموز ممكن أن تُشكّل دافعاً للاستثمار. وقد أصبح سوقها ذات طابع فني بفضل الإصدارات المحدودة والقطع الفريدة. على صعيد آخر بدأنا نشهد ارتفاعاً في الطلب على المنتجات الرقميّة التي تمثّل حالياً 1بالمئة من السوق العالمي للسلع الفاخرة ولكن من المنتظر أن تتراوح هذه النسبة بين 10 و20 بالمئة في العام 2030 مع مدخول يتراوح بين 62 و124 مليار دولار.

وهي تتضمّن حتى الآن الرموز غير القابلة للاستبدال NFT والأزياء والأكسسوارات الرقميّة. وتُشير الدراسة إلى إمكانية ظهور مداخيل أخرى على قطاع السلع المترفة تأتي من تقاضي مبالغ مالية لقاء الانضمام إلى المجموعات الخاصة بالعلامات التجارية على وسائل التواصل الاجتماعي أو من العائدات التي تحصل عليها الدور العالميّة من المحتوى الإعلامي الذي تطلقه (أفلام، موسيقى، وعروض فنيّة…) هذا بالإضافة إلى التجارب المتوفرة في صالات العرض أو المرتبطة بقطاعي السفر والفنادق الفخمة.

انطلاقاً من هذا السيناريو المستقبلي، من المنتظر أن تساعد هذه المنتجات غير الملموسة في جعل قطاع الرفاهية أكثر مسؤولية تجاه البيئة. وهذا ما سيجعل من صناعة الرفاهية قابلة للنمو من خلال إنتاج أقل وإظهار نفسها كقوة ثورية ورائدة في المجال الثقافي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version