أكّدت روسيا السبت أنها «لن تقبل» تحديد سقف لسعر نفطها غداة اتفاق الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع وأستراليا على آلية قد تحدّ من واردات موسكو لتمويل هجومها في أوكرانيا، بينما طالبت أوكرانيا بخفض السقف الأعلى إلى 30 دولاراً.

رفض روسي قاطع

قال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف السبت «لن نقبل هذا السقف». وأكّد أن موسكو كانت قد «استعدّت» لمثل هذا الأمر، من دون أن يضيف أي تفاصيل.

وقالت سفارة روسيا في الولايات المتحدة السبت، إن روسيا ستواصل البحث عن مشترين لنفطها رغم ما وصفته بالمحاولة «الخطرة» من الحكومات الغربية لفرض حد أقصى لسعر صادراتها النفطية. وانتقدت في تعليق على تليغرام ما قالت إنه «إعادة تشكيل» لمبادئ السوق الحرة، وأكدت أن الطلب على نفطها سيستمر رغم هذه الإجراءات. وأضافت «مثل هذه الخطوات ستؤدي حتماً إلى زيادة عدم اليقين وفرض تكاليف أعلى على مستهلكي المواد الخام». وتابعت «نحن على ثقة بأن الطلب على النفط الروسي سيستمر».

وحذر الكرملين من أن روسيا لن تسلم نفطاً إلى الدول التي تتبنى هذا السقف.

وسيسمح سقف الأسعار للدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بمواصلة استيراد النفط الخام الروسي المنقول بحراً، لكنه سيمنع شركات الشحن والتأمين وإعادة التأمين من التعامل مع شحنات الخام الروسي في جميع أنحاء العالم ما لم يتم بيعها بأقل من الحد الأقصى للسعر.

تدمير الاقتصاد الروسي

قال مساعد كبير للرئيس الأوكراني السبت إنه يتعين خفض الحد الأقصى لسعر الخام الروسي المنقول بحراً الذي اتفقت عليه مجموعة دول السبع وأستراليا إلى 30 دولاراً للبرميل لاستهداف الاقتصاد الروسي على نحو أشد وتسريع تدميره.

ترحيب أمريكي

رحبت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين بالإعلان الذي جاء «ثمرة أشهر من الجهود بذلها تحالفنا».

وقال مسؤول كبير بوزارة الخزانة الأمريكية إن الحد الأقصى الذي أقره الاتحاد الأوروبي على سعر النفط الخام الروسي المنقول بحراً عند 60 دولاراً للبرميل سيحافظ على تزويد الأسواق العالمية بإمدادات جيدة مع «ترسيخ التأسيس» للخصومات التي نجمت عن التهديد بوضع مثل هذا الحد.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي «ما زلنا نعتقد أن تحديد سقف للسعر سيحد من قدرة بوتين على الاستفادة من سوق النفط لمواصلة تمويل آلة حرب تستمر في قتل الأبرياء».

أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن «هذا السقف سيسهم في استقرار أسواق الطاقة العالمية (…) وسيفيد بشكل مباشر الاقتصادات الناشئة والدول النامية».

تاثير محدود

يبلغ سعر النفط الروسي (الخام من الأورال) حاليا حوالى 65 دولاراً للبرميل، وهو بالكاد أعلى من السقف الأوروبي، لذلك سيكون تاثير الإجراء الأوروبي محدوداً على الأمد القصير. وينبغي أن يأخذ الغربيون في الاعتبار مصالح شركات التأمين البريطانية القوية ومالكي السفن اليونانيين. وتنص الوثيقة التي اقترحتها المفوضية الأوروبية على إضافة هامش محدد ب 5 بالمئة أقل من سعر السوق في حال انخفض سعر النفط الروسي إلى ما دون عتبة ستين دولاراً. وينبغي أن يبقى السعر على أي حال أعلى من تكاليف الإنتاج لتشجيع روسيا على مواصلة تسليم الشحنات وعدم وقف الإنتاج.

ويخشى بعض الخبراء زعزعة استقرار سوق النفط العالمية ويتساءلون عن رد فعل دول منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) التي تجتمع اليوم الأحد في فيينا.

(رويترز)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version