تزايدت مخاوف النازحين السوريين من اضطرارهم إلى الهجرة مرة جديدة بسبب التصعيد التركي في شمال سوريا، فيما أعلنت الداخلية التركية القبض على 18 مسلحاً في تلك المنطقة، في وقت اقتحم خارجون عن القانون مبنى محافظة السويداء جنوبي سوريا، وأحرقوا الملفات والأضابير الرسمية، ونجم عن إطلاق النار بين المقتحمين الذين حاولوا اقتحام مركز للشرطة أيضاً مقتل شرطي وأحد أفراد الخارجين عن القانون.

ويخشى النازح أحمد ياسين أن يجد نفسه مضطراً مرة جديدة للنزوح من قرية تحت سيطرة فصائل سورية مدعومة من أنقرة في حال شنّت تركيا هجوماً برياً على المنطقة. ويقول ياسين (34 عاماً) «رغم الظروف التي عشناها من مأساة وقلة في فرص العمل والفقر.. نحن حالياً مهددون بالنزوح مرة أخرى بسبب المعركة العسكرية التي يمكن أن تحصل». وبعد نزوح متكرر خلال السنوات الخمس الأخيرة، يقيم ياسين في مخيم مكتظ على أطراف قرية سندف، القريبة من منطقة تل رفعت الواقعة تحت سيطرة قوات كردية في محافظة حلب، وهي واحدة من ثلاث مناطق حدّدها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشهر الماضي كأهداف لهجوم بري يلوّح بشنّه في شمال سوريا. ويبدي ياسين، وهو عامل يومي يقيم مع زوجته وطفليه في المخيم، على غرار سكان آخرين، قلقه من أن يجد نفسه محاصراً بين النيران، في حال حصول هجوم تركي من شأنه أن يدفع القوات الكردية إلى الردّ باستهداف المنطقة التي يعيش فيها. وتنبّه منظمات حقوقية من تداعيات أي عملية عسكرية في شمال سوريا، المنطقة المكتظة بالسكان، مطالبة الأطراف كافة بوقف أي تصعيد وحماية المدنيين من الجانبين.

ومن جانبها، أعلنت وزارة الداخلية التركية، أمس الأحد، إلقاء القبض على 13 داعشياً بينهم قيادي في التنظيم، إضافة إلى 5 عناصر كردية، خلال عمليات مداهمة بمنطقتي جرابلس والباب في الشمال السوري.

من جهة أخرى، أصدرت وزارة الداخلية السورية بياناً كشفت فيه تفاصيل الهجمات التي تعرضت لها مرافق حكومية في محافظة السويداء بجنوب البلاد، أمس الأحد. وقال البيان إنه في الساعة الحادية عشرة والنصف أمس«أقدمت مجموعة من الأشخاص الخارجين عن القانون وبعضهم يحمل أسلحة فردية، بقطع الطريق بالإطارات المشتعلة بجانب دوار المشنقة في محافظة السويداء». وتابع البيان أنهم «توجهوا بعد ذلك إلى مبنى المحافظة وقاموا بإطلاق عيارات نارية بشكل عشوائي ما أدى لإصابة عنصر وعدد من المواطنين الموجودين في المكان، ثم دخلوا المبنى بقوة السلاح وقاموا بتكسير أثاث المكاتب وسرقة قسم كبير من محتويات المبنى بما فيها الوثائق الرسمية وإضرام النار بالمبنى وبالسيارات الموجودة بالقرب منه». وفي تطور لاحق، أفادت الوزارة بمقتل عنصر أمن خلال محاولة متظاهرين اقتحام مبنى قيادة الشرطة المجاور لمبنى المحافظة، بينما ذكرت مصادر محلية أن «عنصراً على الأقل من الخارجين على القانون قتل برصاص قوات الأمن بعد اقتحام مبنى المحافظة».

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version