كشفت القيادة المركزية الأمريكية، أمس الأحد، عن تنفيذ غارة ناجحة بطائرة مروحية، أسفرت عن مقتل اثنين من مسؤولي تنظيم «داعش» في شرق سوريا، فيما بحث الرئيسان الروسي والتركي هاتفياً الملف السوري، وسط تواصل الاتصالات بين وزارتي دفاع وخارجية البلدين بشأن الوضع السوري، وفق ما أعلن الكرملين.
وقالت القيادة المركزية في بيان: «نفذت قوات القيادة المركزية الأمريكية غارة ناجحة بطائرة هليكوبتر في شرق سوريا في الساعة 2:57 صباحاً بالتوقيت المحلي يوم 11 ديسمبر، ما أسفر عن مقتل اثنين من مسؤولي تنظيم «داعش»، بما في ذلك أنس، وهو مسؤول ولاية سوريا في تنظيم«داعش» كان متورطاً في عمليات التخطيط والتسهيل المميتة للتنظيم في شرق سوريا». وأضاف البيان: «تم التخطيط المكثف لهذه العملية أحادية الجانب لضمان نجاحها.. وتشير التقييمات الأولية إلى عدم مقتل أو إصابة مدنيين».
من جهة أخرى، جاء في بيان الكرملين، أمس الأحد: «بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الوضع في سوريا». وأضاف البيان: «كما تم التطرق إلى قضية التسوية السورية في سياق الامتثال لبنود مذكرة التفاهم الروسية التركية في سوتشي لعام 2019. وستواصل وزارتا الدفاع والخارجية في البلدين الاتصالات الوثيقة في هذا الصدد».
من جانبها، أعلنت الرئاسة التركية، أن أردوغان شدد، خلال مكالمته مع بوتين، على ضرورة إبعاد القوات الكردية مسافة 30 كلم في شمال سوريا عن الحدود مع تركيا بموجب اتفاق سوتشي. وأكّد أردوغان للرئيس الروسي «ضرورة وأولوية تطهير الحدود السورية مع تركيا ممن سماهم الإرهابيين بعمق 30 كيلومتراً على الأقل في المرحلة الأولى، بموجب اتفاق سوتشي المبرم عام 2019»، في إشارة إلى المقاتلين الأكراد في وحدات حماية الشعب الكردية، وفق بيان صدر عن الرئاسة التركية. وكانت تركيا قد أطلقت في 20 نوفمبر/تشرين الثاني، سلسلة ضربات جوية استهدفت مواقع لحزب العمال الكردستاني في العراق ولقوات سوريا الديموقراطية، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، في سوريا، في هجوم قالت إنه جاء رداً على هجوم إسطنبول في 13 نوفمبر/تشرين الثاني، الذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص. ونفى الطرفان الكرديان أي دور لهما فيه. ومنذ ذلك الحين، علت تهديدات أردوغان بشن هجوم بري أيضاً ضد مناطق سيطرة القوات الكردية في سوريا، رغم رفض واشنطن، الداعمة للأكراد، وموسكو، الداعم الرئيسي لدمشق. وفي عام 2019، وضع اتفاق بين أنقرة وموسكو حداً لعملية تركية أخرى. ويسمح الاتفاق بخلق «منطقة أمنية» على عمق 30 كيلومتراً لحماية تركيا من الهجمات التي قد تأتي من الأراضي السورية. ونصّ اتفاق آخر وُقّع عام 2019 برعاية واشنطن وموسكو، على انسحاب القوات الكردية إلى مسافة 30 كلم من الحدود التركية. وتنتقد أنقرة كلّا من موسكو وواشنطن لعدم احترامهما لهذه الاتفاقيات، وفشلهما في إبعاد وحدات حماية الشعب الكردية عن الحدود التركية. (وكالات)