انطلقت في الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، قمة أمريكية إفريقية ضمت عشرات من قادة القارة ضمن المساعي الأمريكية لمحاولة مضاعفة الجهود أمام المنافسة الصينية بشكل خاص. ويشارك في القمة التي تستمر ثلاثة أيام، نحو خمسين قائداً إفريقياً، وهي الثانية من نوعها بعد تلك التي نظمت قبل ثماني سنوات في 2014 في ظل رئاسة باراك أوباما. وتسعى الولايات المتحدة خلال الاجتماعات إلى استمالة شركاء أفارقة مترددين في بعض الأحيان، وأبدت استعدادها «لتخصيص 55 مليار دولار لإفريقيا على مدى ثلاث سنوات» بحسب البيت الأبيض. وحذّر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، القادة الأفارقة من أن الصين وروسيا تلعبان دوراً «مزعزعاً للاستقرار» في القارة مع تنامي نفوذهما. وقال أوستن، خلال اجتماع مع عدد من القادة الأفارقة، «أعتقد أن الجمع بين هذه الأنشطة من جانب هذين البلدين، يستحق المراقبة. وبالتأكيد، أعتقد أن تأثيرهما يمكن أن يكون مزعزعاً للاستقرار».

وقبل ذلك، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن: إن «لدى بلاده مصلحة في الاستثمار بالقارة الإفريقية خاصة بما يتعلق بتعزيز الابتكارات وقطاع الإنترنت». وأضاف بلينكن، على هامش القمة، أن إفريقيا لا تحتاج إلى مساعدات؛ بل إلى ابتكارات، مضيفاً أن بلاده تستثمر في البنى التحتية التي توفر الريادة لأسس إفريقية وهذا يعني خلق مزيد من السبل لانسياب حر للأفكار والمعلومات. وأشار إلى أن الاستثمارات تتطلب في القرن الحادي والعشرين شيئاً واحداً وهو الاتصال الرقمي، لافتاً إلى أنه لدى إفريقيا ضعف المستخدمين مقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية، لكنها تمتلك جزءاً بسيطاً فقط من الفضاء المعلوماتي والذي يعني شبكة إنترنت أكثر بطئاً. وأعلن وزير الخارجية الأمريكي عزم بلاده استثمار 300 مليون دولار في بناء مراكز بيانات في أنحاء القارة الإفريقية. وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد تعهد بأن بلاده ستقدم 55 مليار دولار إلى دول القارة، وقال المستشار الرئاسي جايك سوليفان للصحفيين، إن هذه الأموال ستخصص للصحة والاستجابة لتغير المناخ. وسيتم الكشف عن كيفية توزيعها في الأيام المقبلة. وأكد أن هذا التمويل، والالتزام الأمريكي وبشكل عام، لن يكون مرتبطاً بموقف الدول الإفريقية من الحرب في أوكرانيا فيما رفض عدد منها إدانة روسيا بشكل علني.

تأتي القمة في سياق استراتيجية «إفريقيا» الجديدة التي تم الكشف عنها الصيف الماضي والإعلان عن إصلاح شامل للسياسة الأمريكية في دول إفريقيا جنوب الصحراء، لمواجهة الوجود الصيني والروسي هناك. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version