“من شابه أباه فما ظلم” هذا المثل هو أكثر ما يمكن أن يوصف الفنان الشاب أحمد خالد صالح، ابن النجم الراجل خالد صالح، والذي يحاول أن يمشي على خطاه ولكن بطريقته الخاصة، فهو مثله يعتبر كل شخصية يقدمها بمثابة تحدٍّ يحضر له جيداً، ويبحث داخل الشخصية عن الجانب الإنساني، وهو ما حدث له مع فيلمه الجديد “19 ب” والذي شارك بالدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وحقق نجاحا كبيرا وحصل على ردود أفعال واسعة، عن الفيلم وعن الشخصية التي يقدمها، وهو ما أكده في حواره مع موقع “العربية.نت”، كما كشف عن الأعمال الجديدة التي ينتظرها أو يقوم حاليا بتصويرها.

ما الذي حمسك للمشاركة في فيلم 19 ب؟

تحمست للفيلم منذ أن تلقيت مكالمة من المخرج أحمد عبدالله السيد، وشرح لي الدور وتفاصيل الشخصية، والتي لها العديد من الجوانب المختلفة التي لم أقدمها من قبل، فهو شاب لا يستمع لنصيحة من حوله ويتعامل طوال الوقت بالقوة في المجتمع، ولكن ليس معني ذلك أنها شخصية عنيفة، فالشخصية لها أبعاد كثيرة، ومن بين الأسباب الأخرى التي تحمست بسببها لهذا العمل هو وجود نجم كبير بحجم سيد رجب.

وكيف وجدت شخصية نصر السايس؟

لقد سعدت باختيار المخرج أحمد عبدالله لي للقيام بتلك الشخصية، الدور مختلف وجديد عليّ كلياً، فأنا في المجمل أعتبر كل شخصية أقدمها بمثابة تحدٍ أحضر له جيداً، وأبحث داخل الشخصية عن الجانب الإنساني، وبعيدا عن أنني السايس نصر، ولكني رأيت أبعاده المختلفة، فهو من الخارج سايس كمهنة، وبعيدا عنها ما هي مفرداته كإنسان، فلقد كتب المخرج أحمد عبد الله، الشخصية بتفاصيل وجوانب كثيرة وعميقة، وقد عملنا عليها معاً، مثل مدى الظلم الذي يقع على نصر، ومدى ضعفه بداخله، كما أن الفيلم يحمل أفكاراً مهمة وعلى رأسها فكرة عدم إطلاق الأحكام على الآخر، وأهمية تقبله كما هو بخلفياته السابقة.

وما هي الصعوبات التي واجهتك وقت التصوير؟

كان هناك العديد من المشاهد الصعبة في الفيلم، لكن أسلوب المخرج أحمد عبد الله جعل الأمور أسهل، فالفيلم يتحدث مع الشخص من الداخل، وبالنسبة لي هذا ممتع جدا، فبعد عرض الفيلم سيكون هناك حلقة نقاش من حوله وكل شخص يكون لديه رؤيته حول الأحداث، فالشخصية صعبة بالرغم من بساطتها، فهي مليئة بالأفكار الغنية، وانتبهت أكثر للأفكار المهمة، وعلى رأسها فكرة عدم الحكم على الآخر وتقبله كما هو بخلفياته السابقة، وأننا كثيرًا ما نفعل ذلك ونحكم على الأشخاص حولنا من الخارج فقط، ولذلك كان من الضروي تقديم كل تلك التفاصيل الغنية على الشاشة.

وكيف كان تحضيرك للشخصية؟

كما قلت أشعر مع كل شخصية وكأنها تحدٍ أحاول الاستعداد له، وأبحث داخل الشخصية عن الجانب الإنساني، فبعيدًا عن أني السايس “نصر”، فإنه بني آدم، حيث كتب المخرج أحمد عبد الله الشخصية بتفاصيل وجوانب كثيرة، وعملنا معا عليها، وكان بالفعل تحديًا ممتعًا، فأن تجد شخصية وترى بداخلها نقاط الاختلاف، وتتعاطف معه وتكرهه وتصدقه وهو تحدٍ ممتع جدًا، كما أنه لا توجد مرجعية محددة، فأنا أتابع السايس في الشارع بشكل مستمر، وهو شخصية تراها يوميًا ولا تجد من يركز عليه، ولكن في الحقيقة السيناريو نفسه كان مصدرًا هامًا للإلهام، فهو يخص شخصية نصر السايس نفسه وليس أي سايس تراه في الشارع، فنصر له خلفيات مختلفة.

حدثنا عن المشاهد التي جمعتك بناهد السباعي؟ وهل كان لديك مشاكل في ظهور الحيوانات بالفيلم؟

أفضل أن يراها المشاهد ويكوّن فكرة بطريقته الخاصة عن علاقتهما وكيف كانت في الماضي، وهذه الفكرة هي ما جعلت المشهد قويًا، فأنت تشاهده وتفكر فيه، تشعر بأن هناك ماضيا بينهما، ولكن لا تدرك ما هو، وهذا ما جعل المشهد ممتعًا، كما أنني من عشاق الحيوانات والحقيقة وجدت فكرة وجود حيوانات من الشارع في السيناريو رائعة، ووجودها كان مبررا.

وما هو المشهد المفضل لك في الفيلم؟

مشهد الحديث مع سيد رجب هو الأقرب لقلبي في الفيلم، حيث يكشف الجانب الإنساني من شخصية نصر، ونرى بداخله جانبين: الأول طيب والآخر شرير، ونرى دوافع وأسباب تجعل أفعاله سواء الطيبة أو الشريرة منطقية له، لذلك تعاطفت معه بعد قراءة المشهد، واستمتعت بتقديمه وخاصةً بعدما ترك لي المخرج أحمد عبد الله مساحتي لتمثيل المشهد مثلما أشعر بنصر.

نهاية الفيلم كانت قاسية بعض الشيء؟

بالفعل وستكون نهاية غير متوقعة تماما لدى الجمهور الذي سيشاهد الفيلم بدور العرض، فهي بها جانب كبير من العبث الموجود بالحياة، كما أن هناك مفاجأة في الأحداث، فأنت ترى تركيبة الشخصية الشريرة تظهر مرة واحدة مع كل المشاعر والأسئلة التي تطرحها مثل لماذا يتعامل معه الحارس بهذه الطريقة؟ ولماذا وصلت الأمور لهذه الدرجة؟ فنرى أن شخصية “نصر” كانت لديه غيرة من الكلاب وهو يرى اهتمام الحارس بها في الوقت الذي لم يشعر بأي اهتمام طوال حياته.

وماذا عن الجديد لديك؟

أشارك في مسلسل “حرب الجبالي”، والذي بدأنا تصويره منذ فترة، ولقد جذبني العمل بعدما قرأت السيناريو للمشاركة في العمل، وأتمنى أن ينال العمل الذي تدور أحداثه في إطار اجتماعي شعبي إعجاب الجميع، وهو مع المخرج محمد أسامة، أما في السينما فبدأنا مؤخرا تصوير فيلم “وش في وش” من بطولة الفنان محمد ممدوح، أمينة خليل، حمدي الميرغني، بيومي فؤاد، أسماء جلال، محمد شاهين، ومن إخراج خالد الحلفاوي، كما بدأ منذ أيام قليلة عرض مسلسل “آخر دور” والذي أقدم من خلال دور ضابط شرطة والذي لا يقتنع ببراءة دينا الشربيني من جريمة قتل زوجها، ويبحث في القضية عن الأدلة التي تدينها، ويعرض المسلسل على إحدى المنصات الرقمية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version