بيروت «الخليج»، وكالات:
واصل الدولار الأمريكي ارتفاعه المتواصل وبلغ حداً قياسياً، أمس الأحد، حيث تخطّى سعر صرفه عتبة ال44 ألف ليرة لبنانية، واضعاً كل القطاعات اللبنانية والمؤسسات أمام سيناريوهات بالغة الخطورة، في ظلّ الانسداد السياسي الذي يحكم المشهد الداخلي في البلاد، فيما أقيمت في مطار بيروت الدولي مراسم تأبين للجندي الإيرلندي من قوة «اليونيفيل»، قبل نقل جثمانه جواً إلى بلده، وأدان البطريرك الماروني بشارة الراعي، مقتل الجندي الإيرلندي، معتبراً أنه حان الوقت لتضع الدولة يدها على كل سلاح غير شرعي.
ومع أنّ التطورات المتصلة بالأزمة المالية والاقتصادية وتداعياتها الاجتماعية تكاد تكون مغيّبة عن أولويات أهل السلطة والسياسية عموماً، في لبنان، كان بديهيّاً أن تقفز الوقائع المالية الخطِرة إلى الواجهة؛ لكونها مؤشّراً خطراً لعودة لبنان إلى مزالق الانهيار الأعمق، والأشد خطورة. ولا يبدو أنّ ثمة مسالك حلّ للأزمة الرئاسية في الأفق المنظور؛ إذ تُجمع الأوساط السياسية، على الأقل، على أنّ مجريات الأمور لا تدل على إمكان تبديل مختلف القوى السياسية مواقفها. السلاح غير الشرعي
من جهته، أكد الراعي، في تعليقه على حادثة العاقبية، أنه حان الوقت، بل حان من زمان، لأن تضع الدولة يدها على كل سلاح متفلت وغير شرعي، وتطبّق القرار 1701، نصّاً وروحاً، لأن تطبيقه حتى الآن هو انتقائي واعتباطي، ومُقيّد بقرار قوى الأمر الواقع، فيما الدولة تعضّ على جرحها، وعلى تقييد قدراتها لمصلحة غيرها. واعتبر الراعي أن «الشعب يريد رئيساً لا يخونه مع قريب أو بعيد، ولا ينحاز إلى المحاور؛ رئيساً يُطمئنه هو ويحمي الشرعيّة لتضبط جميع قوى الأمر الواقع، رئيساً يعمل مع مجلس وزراء جديد وفعّال ومُوحّد الكلمة، فتعود الحياة الطبيعية إلى مؤسسات الدولة وإداراتها».
وداع الجندي الإيرلندي
في غضون ذلك، نقل جثمان الجندي شون روني (23 عاماً) من مستشفى حمود في مدينة صيدا بمواكبة من الجيش اللبناني ووحدات من القوة الدولية (يونيفيل) إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، حيث أقيمت مراسم تأبين رسمية. وتمّ نقل جثة الجندي ملفوفاً بعلم قوة يونيفيل إلى القاعدة الجوية في المطار، حيث كانت طائرة إيرلندية خاصة في انتظار نقله إلى بلده. وحمل أحد زملائه صورته بينما حمل عناصر من الجيش اللبناني ومن اليونيفيل أكاليل من الورود البيضاء. وتم منحه من قيادة الجانبين أوسمة تكريمية. وأصيبت السيارة، وفق مصدر قضائي آخر «بسبع طلقات من رشاش حربي»، اخترقت إحداها مقعد السائق من الخلف وأصابته في رأسه ما أدى إلى وفاته على الفور. وانقلبت العربة إثر ذلك، ما تسبّب بإصابة العناصر الثلاثة الآخرين. ولا يزال أحد الجنود في قسم العناية الفائقة، لكن وضعه مستقر، وفق ما أفاد مصدر في المستشفى. وطلبت قوّة اليونيفيل من السلطات اللبنانية الإسراع في إتمام التحقيقات. وقال المتحدث باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي لصحفيين أمام مقرها في الناقورة، إن «من المهم أن تضمن السلطات اللبنانية السرعة ليس فقط في حل القضية، وفي تقديم الجناة للعدالة»، معتبراً أن «قتل عنصر حفظ سلام من اليونيفيل.. يعدّ جريمة ضد المجتمع الدولي».