موسكو- رويترز

أكد الدبلوماسي الأمريكي المخضرم، هنري كيسنجر، أن الوقت حان لإحلال سلام قائم على التفاوض في أوكرانيا، للحد من مخاطر نشوب حرب عالمية مدمرة أخرى، إلا أن حكومة كييف رفضت مقترحاته، واعتبرتها ترقى إلى «مهادنة المعتدي»، وأكدت أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق يتضمن التنازل عن أراض.

وفي مقال بمجلة «ذا سبيكتاتور» البريطانية تحت عنوان «سُبل تجنب حرب عالمية أخرى»، قال كيسنجر إن «الوقت قد حان للبناء على التغييرات الاستراتيجية التي تحققت بالفعل، ودمجها في هيكل جديد نحو تحقيق السلام من خلال المفاوضات».

وتابع قائلاً في المقال: «يجب أن تربط عملية السلام أوكرانيا بحلف شمال الأطلسي. خيار التزام الحياد لم يعد له مغزى».

وقال كيسنجر، إنه اقترح في مايو/ أيار الماضي، وقفاً لإطلاق النار تنسحب روسيا بموجبه إلى الخطوط الأمامية التي كانت عليها قبل بدء حرب أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي، لكن شبه جزيرة القرم ستبقى محل «مفاوضات».

واقترح كيسنجر إجراء استفتاء تحت إشراف دولي للبت في أمر الأراضي التي أعلنت روسيا ضمها في حالة ما إذا ثبت استحالة العودة إلى المشهد الذي كانت عليه الأوضاع في عام 2014.

وحذر كيسنجر من أن الرغبة في أن تبدو روسيا دولة «عاجزة» أو حتى السعي إلى تفكيكها تطلق العنان للفوضى. ولم تُظهر أوكرانيان أو أي دولة غربية، تأييداً لأي من المسارين.

وقال ميخايلو بودولياك، مساعد الرئيس الأوكراني على تطبيق تيليغرام: «كيسنجر لا يفهم أي شيء.لا طبيعة هذه الحرب، ولا تأثيرها في النظام العالمي». وأضاف: «الخطة التي يدعو إليها وزير الخارجية السابق، ولكنه يخشى أن يقولها بصورة واضحة، بسيطة.. مهادنة المعتدي بالتضحية بأراض من أوكرانيا مقابل ضمانات بعدم الاعتداء على دول أوروبا الشرقية الأخرى».

وتابع: «يجب على جميع مؤيدي الحلول البسيطة أن يعوا أمراً ظاهراً للعيان، وهو أن أي اتفاق مع الشيطان، أي سلام سيئ على حساب الأراضي الأوكرانية، سيكون انتصاراً لبوتين ووصفة نجاح للمستبدين حول العالم».

وعقد كيسنجر (99 عاماً)، الذي لعب دوراً بارزاً في الانفراجة السياسية للحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، عندما كان وزيراً للخارجية في عهد الرئيسين الجمهوريين، ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، عدة لقاءات مع فلاديمير بوتين منذ انتخابه رئيساً لروسيا لأول مرة في عام 2000.

ولا تلوح في الأفق نهاية للصراع الذي أشعل في 24 فبراير/ شباط، والذي أودى بحياة عشرات الآلاف، وشرّد الملايين. وتسيطر روسيا الآن على حوالي خُمس مساحة أوكرانيا.

ويقول الكرملين إن على كييف الاعتراف بضم موسكو لمناطق في جنوب وشرق أوكرانيا. وتقول أوكرانيا إنه يتعين أن تغادر كل القوات الروسية أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014. وتقدمت كييف بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، بعد أن أعلنت موسكو ضم بعض الأراضي الأوكرانية في سبتمبر/ أيلول الماضي.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version