عادت لتتصدر الأخبار مرة أخري بعد مرور عامين من تقديمها فيلم “يوكو وياسمينا” والذي عُرض بمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية وبعدها شارك في العديد من المهرجانات المحلية، عادت هذه المرة بفيلم جديد روائي قصير وينتمي لنوعية أفلام الدراما الرومانسية مدته 17 دقيقة بعنوان “صاحبتي”، والذي يعد أول فيلم مصري يشارك فى مسابقة “أوروزنتي” للأفلام القصيرة بمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ79، وهو ثالث أفلام المخرجة كوثر يونس، الذي حصل علي جائزة لجنة التحكيم الخاصة. والفيلم عُرض لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وكشفت في لقائها مع “العربية.نت” عن العديد من كواليس وتفاصيل الفيلم.
من أفيش فيلم “صاحبتي”
*كيف كان شعورك بعد فوز الفيلم في مهرجان القاهرة؟
**شعرت بالسعادة الغامرة، ولم أشعر بذلك من قبل، والحقيقة كل هذا النجاح يعود إلي زوجي المونتير خالد مرعي الذي ساعدني حتي يظهر الفيلم بهذا الشكل، والذي أهّله للمشاركة في مهرجان فينيسا ومهرجان القاهرة. وفي الحقيقة أنا ممتنة لكل شخص جعلني أقف علي المسرح لأتسلم الجائزة وفي مقدمتهم أبي وأمي صاحبا الإلهام في كل أعمالي بدعواتهما.
*وما كان شعورك عند مشاركة الفيلم في مهرجان فينيسيا السينمائي؟
**لم أصدق نفسي وشككت في حالي واعتقدت أنني أحلم، فهو أكبر حلم كنت أحلمه. فقد وصلني الإيميل من مهرجان فينيسيا يوم عيد ميلادي ولم أصدق، فلم أكن أنتظر مشاركة الفيلم، خاصة وإنني تقدمت للمشاركة في المهرجان في آخر لحظة.
*وكيف تم إختيار الفيلم للمشاركة بمهرجان القاهرة؟
**الحمد لله ربنا وفقنا، وأستاذ أمير رمسيس عندما كان في مهرجان فينيسيا؛ طلب مشاهدة فيلم “صاحبتي”، واختاره ليشارك بمسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان القاهرة، خاصة وأن أحداث الفيلم تدور حول الأشكال النمطية المحصور بها الذكر والأنثى.
المخرجة كوثر يونس
*وما هي التحديات التي حدثت وقت تصوير الفيلم؟
**الكثير من التحديات، فقد كنت أريد أن يظهر الممثلين بشكل حقيقي، وأكون قادرة علي تصديقه، وهو ما جعلني آخذ وقتا طويلا ومجهودا كبيرا في التحضير. كما أن كتابة السيناريو استغرقت بعض الوقت، لأنها كانت وسط كورونا. وأيضا أختيار الممثلين ومن منهم مناسب للدور، لأن كل فريق عمل الفيلم من الممثلين تم عمل كاستيغ لهم، ووقتها وجدنا بعضهم غير لائقين علي بعض، ولكن كل ذلك مررنا به بنجاح حتي تم إختيار فريق العمل. فقد كنت أبحث عن بنت للبطولة بمواصفات معينة، كما أن لدينا أزمة إنتاج في مصر، وكنت محظوظة بمنتج الفيلم الذي لم يكن العائد المادي هو هدفه الوحيد.
بالإضافة إلي التحدي الذي واجهني حول مدى قدرتي على خلق عالم مختلف وتحدي الأنماط الثابتة للشباب في المجتمع، رغم أنني أستمد أعمالي من الواقع ومن خلال رؤية للأحداث. فقد تعودت أن تكون أفلامي قائمة على أحداث ووقائع حقيقية حدثت لي، ولكن فيلم “صاحبتي” بدأ بشكل خيالي.
*وكيف تم التواصل مع المخرج والمونتير خالد مرعي للمشاركة في الفيلم؟
**في الحقيقة مرعي هو مَن قرر أن يقوم بعملية مونتاج الفيلم، بعدما أعجبه فيلمي الذي سبقه، ومن هنا بدأ المونتاج، وبدأت قصة حبنا، وقررنا أن نتزوج.
*وهل ترين أن الفيلم يتسم بالجرأة كما وصفه البعض؟
**ليس من حقي الجزم بذلك من عدمه خصوصًا وأن هذا الأمر من حق الجمهور والنقاد، فقد كان شغفي هو تقديم قصة لم تحدث لي في الواقع، وأُجرب هذه النوعية من الأفلام، بعكس ما قدمته في السابق من أفلام تم بنائها على قصص حقيقية. فقد تحمسّت للقصة وتقديمها في فيلم، وسعيدة بدعم كل من تعاون معي حتى يخرج إلى النور بهذا الشكل، والجميع بذل مجهودًا جبارًا وطاقة عظيمة.
فقد طرحت من خلال الفيلم سؤالا افتراضيا، وهو ماذا لو نشأت علاقة حب بين شاب وفتاة، وحاولت الفتاة مواجهة القيود الاجتماعية، ويذهب “علي” لزيارة صديقته سارة في بيتها متنكرًا في هيئة فتاة، لقضاء ليلة معها أثناء وجود أهلها في البيت، لكن دون علمهم، وذلك دون مبالغة في جرأة الفكرة والمعالجة.
*بعد مشاركة فيلمك في مهرجانات، ألا تخشين من أن يتم تصنيفك بإنك مخرجة مهرجانات؟
**لا أفكر في تلك المسألة، فأنا أسعى إلى تقديم أعمال فنية وفقًا لمعايير مهرجانات عالمية، والحقيقة إنني لا أقف عند هذا المصطلح فهو لا يستهويني إطلاقا، فكل ما أعرفه هو العمل في مجال الإخراج والإنتاج، سواء كان هذا الفيلم سينافس في مهرجان من عدمه. فعند التحضير لأي فيلم، لا أفكر في مسألة المنافسة، ولكن كل ما أعلمه هو ما أقوم به وما الذي سأقدمه، وقتها أستمد طاقتي لتنفيذ الفيلم، ولا أعلم إذا كان سيتم قبوله في أي مهرجان أم لا.
*وما الجديد لديك في الفترة المقبلة؟
**بعد نجاح فيلم “صاحبتي” أستعد لتقديم فيلمًا آخر من إخراج نهى عادل، وسأتولى مهمة الإنتاج فقط، فكل ما تعلمه أن أقدم فنًا أعشقه وليس هدفي تقديم رسالة بعينها.