أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة البيلاروسية مينسك، أمس الاثنين، مباحثات بشأن «التعاون العسكري» مع نظيره ألكسندر لوكاشينكو، فيما أعلنت أوكرانيا أنها تخشى هجوماً محتملاً من أراضي بيلاروسيا في عام 2023، وهو ما تنفيه موسكو.
وقال بوتين في تصريحات متلفزة في بداية الاجتماع، إن الجانبين سيناقشان «التعاون العسكري التقني»، بما في ذلك «مشاريع الصناعات الدفاعية المشتركة»، على الرغم من أنهما سيركزان بشكل أساسي على «تعزيز العلاقات الاقتصادية، بما يشمل مجال الطاقة». وأشار بوتين إلى إن بيلاروسيا «هي حليفنا بالمعنى الحقيقي للكلمة». كما أكد أن روسيا مستعدة لتطوير المشاريع النووية في بيلاروسيا وإعداد الكوادر.
وبث التلفزيون الروسي الرسمي مشاهد تُظهر بوتين وهو يهبط من الطائرة قبل أن يستقبله لوكاشنكو بحرارة، مع مسؤولين آخرين على مدرج المطار.
بدوره، دعا لوكاشنكو إلى توثيق التعاون العسكري مع روسيا. وقال «الأوقات الصعبة تتطلب منا الإرادة السياسية والتركيز على تحقيق نتائج في جميع مواضيع جدول الأعمال الثنائي». وأضاف أن «القضايا الرئيسية في الآونة الأخيرة هي قضايا الدفاع والأمن».
وقال لوكاشنكو «روسيا وبيلاروسيا منفتحتان على الحوار مع الدول الأخرى، بما في ذلك الدول الأوروبية. وآمل أن تستمع قريباً إلى صوت العقل».
وهذه أول زيارة لبوتين إلى مينسك منذ عام 2019، ويأتي اللقاء مع لوكاشينكو، في وقت تُردد السلطات الأوكرانية أنها تخشى شنّ هجمة روسية على كييف من الأراضي البيلاروسية في الأشهر الأولى من 2023، في سيناريو شبيه بالذي حدث عند انطلاق العملية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.
وأفادت وكالة «تاس» بأن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف رفض التكهنات بأن بوتين سيُناقش مسألة مشاركة بيلاروسيا في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا خلال زيارته مينسك.
ولدى سؤاله عن كيفية التعامل مع مثل هذه التكهنات، قال بيسكوف إن «التعامل معها (التكهنات) على أنها افتراءات غبية لا أساس لها»، مشيراً إلى أن مينسك هي الحليف والشريك الأول لموسكو. وشدد المتحدث باسم الكرملين على أن «لدينا نظام تكامل العلاقات الثنائية الأكثر تطوراً مع بيلاروس. لذا لا أحد يجبر أحداً، فالجميع يتخذ الخطوات التي تناسب مصالح شعوبنا، ومصالح دولتنا الاتحادية أكثر من أي شيء آخر».
وقبل وصول بوتين إلى مينسك، سبقة وزير الخارجية سيرجي لافروف برفقة وزير الدفاع سيرجي شويغو إلى العاصمة البيلاروسية.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية صوراً لمناورات عسكرية مع القوات البيلاروسية تظهر جنوداً يقودون مدرّعات، ويتمرّنون على ضربات مدفعية وقنص في ميدان كسته الثلوج.
وفي أكتوبر، أعلنت بيلاروسيا إنشاء قوات إقليمية مشتركة مع موسكو انضم إليها آلاف المجندين الروس. وأثار نشر جنود روس في بيلاروسيا مخاوف من أن تنضم القوات البيلاروسية إلى الهجوم المستمر على أوكرانيا.
(وكالات)