بيروت «الخليج»، وكالات:
حذّر رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، امس الخميس، من أن لبنان على مفترق طرق إما النهوض، وإما التدهور، داعياً لانتخاب رئيس للجمهورية، في وقت أكد أمين عام الجامعة العربية احمد أبو الغيط، استعداد الجامعة العربية للقيام بدورها بشأن الحوار بين اللبنانيين، في حين حددت الأجهزة الأمنية اللبنانية هوية المشتبه فيهم في حادثة إطلاق نار استهدفت، الأسبوع الماضي، آلية لقوة الأمم المتحدة المؤقتة بعد مطاردتها من قبل مسلحين، ما أدى إلى مقتل عنصر إيرلندي، وفق ما أفاد مصدر قضائي.
بين النهوض والإنهيار
وأشار ميقاتي، خلال رعايته حفل افتتاح «منتدى الاقتصاد العربي» الذي تنظمه «مجموعة الاقتصاد والاعمال»، إلى أنّ «لبنان على مشارف عام جديد، وهو على مفترق طرق، خلاصته إما النهوض المنتظر، وإما التدهور القاتم. ففي حال تحقّق السيناريو السياسي-الاقتصادي الإيجابي، تبدأ الضغوط الاقتصادية والاجتماعية بالانحسار، ويبدأ البلد بالنهوض من كبوته القاتمة. ويتمحور هذا الأمر بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت ممكن، وتشكيل حكومة جديدة تتعهد باعتماد نهج اصلاحي حقيقي بدعم سياسي فاعل وشامل يطال خصوصاً القطاع العام، وايجاد بيئة استثمارية آمنة في ظل قضاء عادل ومستقل، واستكمال الخطوات المطلوبة للانتقال الى مرحلة الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي، ما يؤسس للحصول على مساعدات خارجية واستثمارات باتجاه لبنان والتي تشترط انخراط الصندوق كمراقب دولي للإصلاحات في الداخل».
من جانبه، دعا أبو الغيط، خلال المنتدى إلى الإبقاء على قنوات الحوار «مفتوحة ومباشرة بين جميع القوى والتيارات السياسية»، مؤكداً «استعداد الجامعة العربية للقيام بما يُطلب منها في هذا الصدد، فانسداد الحوار واستسهال التمترس خلف المواقف لتمرير الوقت لا يُمثل استراتيجية ناجعة لمعالجة الانسداد القائم»، معتبراً أن «الحفاظ على السلم الأهلي والأمن في لبنان واجب على كل لبناني في هذه الظروف الدقيقة ويظل دور الجيش، كمؤسسة وطنية جامعة، محورياً في صيانة أمن هذا البلد، ويظل اتفاق الطائف، عقداً وطنياً لا غِنى عنه للاستقرار، وسياجاً حامياً للسلم الأهلي في لبنان، بكل مكوناته وطوائفه».
من جهة أخرى، وبشأن مقتل الجندي الايرلندي، قال المصدر القضائي إن «التحقيق تمكن من تحديد هوية المشتبه فيهم، لكنّ حتى الآن لم يتم توقيف أي منهم، ومطاردتهم ما زالت مستمرّة»، مشيراً إلى أن «أكثر من شخصين اشتركوا في إطلاق النار على الدورية لدى وصولها إلى العاقبية». وأوضح المصدر أن المعطيات الأولية «تفيد بأن الحادث ليس وليد ساعته، وأن الدورية كانت مراقبة مسبقاً وجرت مطاردتها من قبل سيارة كان يستقلها مسلّحون، وقد تعرضت لمضايقات واعتراض في نقطتين قبل وصولها إلى موقع الحادث». وجرى تحديد المشتبه فيهم من خلال مقابلات مع شهود مدنيين، وفق المصدر الذي تحدث عن «صعوبات تواجه التحقيق»، من دون أن يحددها، متسائلاً «غريب أنه عند وقوع هكذا حادث تختفي فجأة كاميرات المراقبة من منطقة الاعتداء».