شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، في مراسم بدء تشغيل سفن حربية جديدة وغواصتين نوويتين، وتعهد إنتاج المزيد، مشيداً بقدرات الأسطول الروسي في حماية مصالح البلاد في محيطات العالم، بينما يبحث اليوم مع نظيره الصيني شي جين بينغ الشراكة الاستراتيجية الفعلية بين البلدين.

وأعطى بوتين، الذي يتجنّب المشاركة حضورياً في فعاليات عامة منذ بدء جائحة كوفيد، الإشارة عبر الفيديو لرفع العلم الروسي على القطع الجديدة، من بينها «الجنرال سوفوروف» وهي غواصة قادرة على إطلاق صواريخ بالستية ذريّة. كما أنزلت إلى المياه غواصة أخرى من الفئة نفسها تحمل اسم «الإمبراطور ألكسندر الثالث»، وستبدأ قريباً التجارب البحرية. كما تشمل السفن طرّاداً وكاسحة ألغام.

وقال الرئيس الروسي «أشدد على أننا سنسرّع ونزيد من حجم بناء السفن بمختلف أنواعها، وتجهيزها بأحدث أنظمة الأسلحة». وأضاف «باختصار، يتعلق الأمر بفعل كل شيء لضمان أمن روسيا ومصالحنا الوطنية في محيطات العالم».

وجعل بوتين، الذي يتولى السلطة منذ نحو 23 عاماً، إعادة بناء الجيش الروسي أولوية بعد ضعفه في تسعينات القرن الفائت في أعقاب تفكّك الاتحاد السوفييتي. وقد حرص على تزويد القوات المسلحة بصواريخ فائقة الحداثة بعضها تفوق سرعته سرعة الصوت، وسفن جديدة وعربات مدرعة.

في الأثناء، يجري بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ اتصالاً اليوم الجمعة عبر الفيديو، بحسب ما أعلن الكرملين، في سياق تقارب متسارع الوتيرة بين موسكو وبكين.

وصرّح الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أمس الخميس، للإعلام، «تبادل وجهات النظر حول المشاكل الإقليمية الأكثر حدّة سيكون في غاية الأهمية. وبعض المشاكل هي أقرب إلينا، إلى روسيا، في حين أن مشاكل أخرى هي أقرب إلى الصين».

وأضاف بيسكوف أن «الرئيسين سيتطرقان إلى هذه المشاكل في إطار شراكتنا الاستراتيجية الفعلية»، مشيراً إلى أن المكالمة ستجرى «في القسم الأول من النهار» بتوقيت موسكو.

وسيركّز الاتصال أيضاً، بحسب بيسكوف، على «العلاقات الثنائية» و«الارتفاع الشديد في حجم التبادلات» بين الاقتصادين الروسي والصيني.

وتسعى روسيا إلى تعزيز علاقاتها بآسيا، لا سيما مع الصين، في ظل العقوبات الغربية المتخذة في حقها في أعقاب هجومها على أوكرانيا.

وتطمح موسكو وبكين إلى أن تشكلا قوة جيوسياسية في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها. وأجرتا عدة تمارين عسكرية مشتركة في الأشهر الأخيرة، أبرزها مناورات بحرية هذا الأسبوع في بحر الصين الشرقي.

وتسعى موسكو أيضاً إلى زيادة صادراتها من الغاز إلى الاقتصاد الصيني الشديد الاستهلاك للطاقة. وبذلت جهوداً حثيثة في هذا الصدد.

ومنذ الهجوم العسكري على أوكرانيا، تخضع موسكو لعقوبات اقتصادية غربية وقد خفّضت صادرات المحروقات إلى أوروبا، لاجئة إلى آسيا لتعويض هذا النقص. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version