أكد وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، أمس الخميس، أن بلاده تحترم وحدة أراضي سوريا، مبيناً أن «هدف أنقرة محاربة الإرهاب»، فيما أكد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أن أنقرة مستعدة لنقل السيطرة بمناطق وجودها في سوريا لدمشق، في «حال تحقق الاستقرار السياسي»، في وقت أعلنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، عن بدء عملية ضد عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي بالتعاون مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وذلك بعد ثلاثة أيام من هجوم أودى بحياة مقاتلين أكراد في شمالي سوريا.

وفي أول تصريح له بعد لقائه نظيره السوري علي محمود عباس، في موسكو، شدد على أن «أنقرة تحترم وحدة أراضي سوريا، وهدفها محاربة الإرهاب فقط»، مبيناً أنه «من خلال الجهود التي ستبذل في الأيام المقبلة يمكن تقديم مساهمات جادة لإحلال السلام والاستقرار في سوريا والمنطقة».

وحول الاجتماع الثلاثي في موسكو، قال: «إننا أكدنا ضرورة حل الأزمة السورية بما يشمل جميع الأطراف، وفق القرار الأممي رقم 2254»، معتبراً أن «اللقاء في موسكو يمكن أن يسهم بشكل جدي في الاستقرار في سوريا».

وكانت موسكو استضافت، أمس الأول الأربعاء، لقاء جمع وزير الدفاع التركي ونظيره السوري ورئيسي المخابرات في البلدين هاكان فيدان وعلي مملوك، بمشاركة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.

من جهة أخرى، قال مولود جاويش أوغلو، في كلمة خلال «اجتماع تقييم نهاية العام»، إن تركيا «تؤكد مراراً عزمها نقل السيطرة في مناطق وجودها حالياً، إلى سوريا حال تحقق الاستقرار السياسي، وعودة الأمور إلى طبيعتها في البلاد». وحول التواصل مع السلطات السورية، قال أوغلو إن «المرحلة التالية في خارطة الطريق، هي عقد اجتماع على صعيد وزيري خارجية البلدين»، وأشار إلى أن توقيت ذلك لم يحدد بعد. ولفت أوغلو إلى «إمكانية العمل المشترك مستقبلاً، في حال تشكلت أرضية مشتركة بين البلدين فيما يخص مكافحة الإرهاب».

وشدد أوغلو على أن تركيا تحترم «وحدة وسيادة الأراضي السورية». وفيما يخص مطالب دمشق ب «خروج القوات التركية» من سوريا، قال أوغلو إن الغرض من وجود قوات بلاده هناك «هو مكافحة الإرهاب، لا سيما أن النظام لا يستطيع تأمين الاستقرار». ونقلت وكالة «الأناضول» عن الوزير التركي أن «الحكومة السورية ترغب في عودة السوريين إلى بلادهم، وهذا ما نلمسه في تصريحاته. ومن المهم أن يتم ذلك بشكل إيجابي مع ضمان سلامتهم».

واعتبر الوزير التركي أنه من المهم أيضاً إشراك النظام الدولي والأمم المتحدة أيضاً في موضوع عودة اللاجئين السوريين.

في غضون ذلك، أطلقت قوات «قسد» عملية «صاعقة الجزيرة»، فجر أمس الخميس، بمشاركة قوات التحالف الدولي، بحسب ما جاء في بيان على الموقع الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية. والهدف منها هو القضاء على خلايا «داعش» الإرهابية وتطهير المناطق التي توجد فيها البؤر الإرهابية، وفق المصدر عينه.

ومن المسوّغات المقدمة لشن «صاعقة الجزيرة»، الهجوم الأخير المنفذ على سجن فيه عناصر من تنظيم «داعش» في مدينة الرقة ومركز لقوى الأمن الداخلي المكلفة بحماية المنطقة، وكذلك ثماني محاولات للهجوم على مخيم الهول ومناطق في دير الزور والحسكة (شمال شرقي سوريا).

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version