متابعة: علي نجم
ودع منتخب الإمارات الوطني عام 2022 بفوز معنوي على نظيره اللبناني بهدف من توقيع سيباستيان تيغالي في«البروفة» الودية التي جمعت بين المنتخبين على أرض ملعب آل مكتوم، قبل توجه بعثة «الأبيض» إلى البصرة والمشاركة في منافسات بطولة «خليجي 25».

كان «الأبيض» على موعد مع تجربة يقف خلالها الجهاز الفني على أداء ومستويات اللاعبين، حتى يترقب من كثب ما وصل إليه الفريق من جاهزية بدنية وفنية وتكتيكية، قبل أن يشد الرحال إلى أرض بلاد الرافدين لخوض الامتحان الصعب في «خليجي 25».

و على الرغم من تواضع مستوى «الأبيض» في المباراة، فإن مدربه الأرجنتيني رودولفو أروابارينا كان المستفيد الأكبر بعدما وقف على السلبيات والإيجابيات كذلك.

لم يدخل المدرب الأرجنتيني الذي استبعد علي مبخوت عن القائمة المشاركة في الحدث الخليجي، تغييرات كبيرة على هوية العناصر الأساسية، فكان أحمد جميل أبرز الجدد الذين زج بهم في مركز الظهير الأيمن، بينما راهن على قدرات مثلث في وسط الميدان بقيادة «الماجدين» راشد وحسن ومن أمامهما عبد الله رمضان.

ومع غياب مبخوت، كان الرهان على الدفع بالمهاجم كايو كانيدو الذي شغل مركز رأس حربة أمام حارب سهيل يساراً وفابيو ليما يميناً.

كان العقم الهجومي، وضعف البناء وصعوبة صنع الخطر، أبرز ما بدا عليه منتخبنا في أول 45 دقيقة؛ بل كاد المنتخب الضيف أن يشعر بالراحة والاستجمام في ربوع دبي، وهو يواجه عناصر الأبيض الذين لم يكتب لهم صناعة الخطر سوى مرة واحدة في الشوط الأول، وبكرة من الظهير الرائع أحمد جميل الذي انفرد بالمرمى اللبناني ولعب كرة لوب من فوق الحارس مهدي خليل، لكن الدفاع تدخل وأنقذ الموقف.

كانت كرة أحمد جميل وحدها هي الشمعة المضيئة في عتمة الشوط الأول الكئيب أداء فنياً وتكتيكياً.

الحصة الثانية

ولم يفلح لاعبونا في تغيير الكثير من المشهد في الحصة الثانية، وإن تحسن الأداء وارتفع الإيقاع الفني للاعبين مع تراجع مردود المنتخب الضيف بدنياً، وهي المشكلة التي عاناها المنافس كثيراً في التصفيات المونديالية بعدما كان الفريق الأكثر اهتزازاً لشباكه في الثلث الأخير من زمن المباريات.

وسنحت للاعبي منتخبنا بعض الفرص، وكان للدماء التي زج بها المدرب رودولفو أثرها الإيجابي، لينجح البديل سيباستيان تيغالي بتسجيل هدف الفوز بعد عرضية من حارب سهيل ترجمها هداف الوحدة في شباك منتخب بلاد الأرز، ليمنح الأبيض فرحة وجرعة من الثقة قبل أن يشد الرحال إلى البصرة.

دروس ومكتسبات

لا شك أن مباراة لبنان، على الرغم من تواضع مستواها الفني، فإنها شكلت درساً وخرج بها الجهاز الفني بالعديد من المكتسبات التي قد يعول عليها في الاختبار الرسمي، لا سيما على صعيد هوية العناصر التي سيراهن عليها سواء مع تواجد خالد عيسى في حراسة العرين، أو منح القائد وليد عباس فرصة قيادة خط الدفاع مع خليفة الحمادي.

وأثبت وليد عباس أنه الجندي الشجاع، وأن قرار ابتعاده عن المنتخب في الفترة السابقة، لم يدفع به لرمي المنديل؛ بل إن مستواه وحضوره الدائم في تشكيلة الفرسان في المسابقات الرسمية، أجبرت المدرب رودولفو أروابارينا على اختياره؛ بل والدفع به أساسياً مع شارة القيادة.

وشهدت المباراة المشاركة الأولى للظهير الأيسر بدر ناصر الذي قد يكون خياراً وورقة في يد المدرب من أجل سد الجبهة اليسرى التي مثلت الصداع الأبرز في رأس المدرب في الفترة السابقة، وخلال التجارب الودية التي لعبها منذ سبتمبر/ أيلول الماضي وحتى أمس الأول.

حصاد غريب

طوى عام 2022 أوراقه ليلة أمس، ليفتح صفحات جديدة من عام 2023 يأمل فيها منتخبنا الوطني أن تكون سنة حافلة بالنجاحات مع الاختبارات والمواعيد الكبرى التي تنتظره في القادم من الأيام والأسابيع.

وسيخوض منتخبنا الوطني الأسبوع المقبل منافسات خليجي 25 في البصرة، بينما سيكون على موعد مع إقامة بطولة غرب آسيا في الإمارات في مارس/ آذار المقبل.

«الخليج الرياضي»، حرص على رصد مسيرة منتخبنا الوطني بالأرقام في عام 2022 والتي جاءت على الشكل التالي:

خاض منتخبنا الوطني في عام 2022، 11 مباراة دولية، كانت 5 منها دولية رسمية (4 في التصفيات المونديالية، وواحدة في الملحق الآسيوي)، بينما خاض 6 مباريات ودية في النصف الأخير من العام المنصرم.

وبدأ منتخبنا رحلته العام الماضي في يناير/ كانون الثاني، حين التقى سوريا على أرض ملعب النصر وانتهى اللقاء بفوزه على نسور قاسيون بهدفين دون مقابل، قبل أن يخسر من إيران في طهران في فبراير/ شباط الماضي.

وفي مارس/ آذار، بدل منتخبنا الوطني جلده الفني، بتعيين المدرب الأرجنتيني رودولفو أروابارينا مدرباً خلفاً للهولندي المقال فان مارفيك.

وبدأ المنتخب الحقبة الأرجنتينية من الرياض، حين قابل نظيره العراق، ليخسر منتخبنا بهدف دون مقابل، ولكن «الأبيض» نجح بعدها بتحقيق المفاجأة الكبيرة في المرحلة الأخيرة من دور المجموعات بالفوز التاريخي على كوريا الجنوبية بهدف حمل توقيع حارب سهيل الذي وضع أجمل بصمة لمنتخبنا في العام الماضي وصنع فرحة كبيرة، بالتأهل إلى الملحق الآسيوي.

وأسهم الفوز على كوريا في منح منتخبنا بطاقة الملحق الآسيوي، ليضرب موعداً مع الكنغارو الأسترالي في يونيو/ حزيران، لكن موقعة الدوحة انتهت لمصلحة المنافس بهدفين مقابل هدف، ليتبخر الحلم المونديالي.

التجارب والاختبارات

بعد الوداع المونديالي، دخل منتخبنا مرحلة التغيير والتجديد، فكانت خيارات الجهاز الفني بقيادة أروابارينا من أجل البحث عن دماء جديدة، ومنح الوجوه الجديدة فرصة اللعب مع المنتخب بما يساعد على بناء منتخب إماراتي بهوية وعناصر جديدة.

لم تكن التجارب الودية التي خضع لها منتخبنا إيجابية؛ بل تعرض الأبيض لسلسلة من 3 هزائم متوالية أمام منتخبات من أمريكا اللاتينية، فسقط أمام الباراغواي بهدف، وفنزويلا بالأربعة، قبل أن يتجرع كأس الخسارة الكبيرة بالخمسة من المنتخب الأرجنتيني الذي توج لاحقاً بكأس العالم، ليعود منتخبنا ويتنفس الصعداء بفوز على كازاخستان بثنائية ليما، وأخيراً على لبنان بهدف تيغالي.

ضعف هجومي

وتكشف الأرقام عن ضعف هجومي فادح في تشكيلة منتخبنا طوال عام 2022؛ ذلك أن الفريق لعب خلال العام المنصرم 11 مباراة ودية ورسمية.

وتصدر كايو كانيدو ترتيب الهدافين في المباريات الرسمية برصيد هدفين، وهو نفس رصيد فابيو ليما في المباريات الودية والتي هز بها شباك كازاخستان.

وكان 2022 عاماً للنسيان بالنسبة إلى الهداف التاريخي لمنتخبنا الوطني علي مبخوت، الذي غاب عن عدد كبير من التجمعات، واكتفى بتسجيل هدف واحد كان في مرمى غامبيا في البروفة الودية التي جمعت بين المنتخبين قبل الملحق الآسيوي في ملعب الوصل.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version