تعهد الرئيس البرازيلي الجديد لويس ايناسيو لولا دا سيلفا ب «إعادة بناء البلاد مع الشعب البرازيلي»، وذلك في خطاب شديد اللهجة ألقاه أمس الأحد، أمام الكونغرس بعد تأديته اليمين الدستورية رئيساً للبلاد للمرة الثالثة، وذلك ضمن مراسم احتفال شهدت حشوداً من الآلاف من مناصري دا سيلفا في شوارع العاصمة مرتدين اللون الأحمر.

وألقى لولا خطاباً شديد اللهجة بعد تنصيبه، تعهد فيه ب«إعادة بناء البلاد مع الشعب البرازيلي»، مشيراً الى سجل «كارثي» لسلفه جايير بولسونارو، الذي اتهمه بأنه «استنفد الموارد الصحية وقام بتفكيك التربية والثقافة والعلم والتكنولوجيا ودمر حماية البيئة».

وأضاف دا سيلفا: «سنقوم بإلغاء قرارات الرئيس السابق الخاصة بحمل الأسلحة، ويجب التحقيق في الأخطاء الحكومية السابقة بشأن التعامل مع جائحة كورونا ولا يمكن أن يكون هناك إفلات من العقاب». وقال إنه سيعمل على جعل بلاده في طليعة الاقتصاد العالمي.

واحتشد الآلاف من مناصري الرئيس الجديد مرتدين اللون الأحمر، في إشارة إلى «حزب العمال» الذي ينتمي إليه لولا، فيما غاب عن هذه المراسم بولسونارو، الذي غادر البلاد قبل انتهاء ولايته.

وشهد حفل التنصيب إجراءات أمنية مشددة خشية أعمال عنف. ونشرت السلطات عشرة آلاف شرطي وجندي لتعزيز الأمن فضلاً عن تفتيش المشاركين الذين لا يمكنهم حمل زجاجات أو علب أو عصيّ أعلام. كما تم حظر حمل المدنيين للأسلحة النارية بشكل مؤقت. وقالت شرطة برازيليا إنها ألقت القبض أمس على رجل كان بحوزته عبوة ناسفة وسكين في أثناء محاولته دخول الساحة التي تقام فيها مراسم تنصيب الرئيس المنتخب.

وقال المنظمون إن وفوداً من 50 دولة و19 رئيس دولة وحكومة، من بينهم ملك إسبانيا، حضروا مراسم التنصيب.

وتغلب لولا (77 عاماً) بفارق ضئيل على بولسونارو في أكتوبر/ تشرين الأول ليفوز بفترة رئاسية ثالثة غير مسبوقة، وبعدما أمضى عاماً ونصف العام في السجن في اتهامات فساد أُسقطت لاحقاً. وفي سنوات حكمه الماضية كرئيس ينتمي لحزب «العمال»، نجح القيادي النقابي السابق في إخراج ملايين البرازيليين من الفقر خلال طفرة في أسعار السلع الأولية دعمت الاقتصاد.

وانتقد الرئيس بالإنابة هاملتون موراو، الذي كان نائباً لبولسونارو، رئيسه السابق. وقال موراو في كلمة ألقاها مساء السبت «الزعماء الذين كان من المفترض أن يطمئنوا ويوحدوا الأمة… سمحوا… بخلق مناخ من الفوضى والتفكك الاجتماعي».

من جانب آخر، نقلت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى نظيره البرازيلي، على هامش مشاركتها في حفل تنصيبه، تضمنت دعوته لزيارة روسيا. وقالت ماتفيينكو: «سلمت رسالة كتابية من الرئيس الروسي إلى رئيس البرازيل المحترم، وأكدت أننا ننتظر زيارته إلى موسكو في أقرب وقت يسمح جدول أعماله به». وقالت ماتفيينكو إنه «من المهم للغاية أن يكون لكل من روسيا والبرازيل الرؤية نفسها لعالم المستقبل، عالم متعدد الأقطاب وعادل، وبالتالي لدينا فرص كثيرة لإقامة تعاون».

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version