بوغوتا – أ ف ب
عقدت الحكومة الكولومبية، اتفاقاً لوقف إطلاق النار لمدة ستة أشهر، مع الجماعات المسلحة الخمس الرئيسية وعصابات الاتجار بالمخدرات الناشطة في البلاد، وفق ما أعلن الرئيس غوستافو بيترو ليلة رأس السنة.
وكانت الهدنة المتفق عليها من الطرفين، الهدف الرئيسي للحكومة في إطار مبادرة «السلام الكامل» مع هذه الجماعات المختلفة لإنهاء الصراع المستمر على الرغم من اتفاق السلام في 2016 بين الحكومة والمسلحين الماركسيين التابعين ل (فارك)، التي أصبحت حزباً سياسياً.
وكتب بيترو في تغريدة على «تويتر»: «اتفقنا على وقف ثنائي لإطلاق النار مع جيش التحرير الوطني، وسيغوندا ماركيتاليا والأركان المركزية وقوات الدفاع الذاتي غايتانيستا في كولومبيا وقوات الدفاع الذاتي في سييرا نيفادا من 1 يناير/كانون الثاني، إلى 30 يونيو/حزيران 2023، وسيعتمد تمديده على التقدم المحرز في المفاوضات».
وأضاف الرئيس أنه سيتعين على التنظيمات المسلحة والدولة احترام الهدنة، و«ستكون هناك آلية تحقق وطنية ودولية»، واصفاً الاتفاق ب «الجريء».
وتولت أول حكومة يسارية في كولومبيا مهامها في 7 أغسطس/آب الماضي، واستَأنفت محادثات السلام في محاولة لوضع حد لآخر صراع داخلي مسلح في القارة. وتجري مفاوضات حالياً مع «جيش التحرير الوطني»، آخر الجماعات المسلحة التي ما زالت تنشط في كولومبيا. وأسّس نقابيون وطلاب متعاطفون مع إرنستو «تشي» غيفارا والثورة الكوبية، جيش التحرير الوطني في 1964، ويضم نحو 2500 مقاتل، وشبكة واسعة من المتعاونين وفقاً لتقديرات مستقلة.
وتجري «محادثات استكشافية» منفصلة بين ممثلين للرئيس بيترو وجماعتَي «سيغوندا ماركيتاليا» و«الأركان المركزية» المنشقتين عن «فارك».
ويعد «أه جي سي» الجناح العسكري لعصابة المخدرات «كلان ديل غولفو» التي كان يقودها التاجر المعروف باسم «أوتونييل» والمحتجز حالياً في الولايات المتحدة.
وعلى غرار «قوات الدفاع الذاتي» في سييرا نيفادا، يتكون «أه جي سي» من مجموعات شبه عسكرية متطرفة تم تسريحها بين عامي 2003 و2006 خلال عهد الرئيس ألفارو أوريبي (2002-2010).
وتشهد كولومبيا أكبر منتج للكوكايين في العالم حرباً داخلية معقدة منذ نحو60 عاماً، أدت إلى مقتل وفقدان وتشريد أكثر من تسعة ملايين شخص من العصابات اليسارية والقوات اليمينية وتجار المخدرات وقوات الأمن.
وقدّرت الحكومة الشهر الماضي، أن نحو عشر من الجماعات المسلحة كانت «في حالة وقف إطلاق نار ثنائي»، في حين تنشط نحو 90 مجموعة سياسية وإجرامية حالياً في كولومبيا، تضم نحو 10 آلاف عضو، وفقاً لمنظمة «إينديباز» غير الحكومية.
وصادق الكونغرس الشهر الماضي، على سياسة الرئيس بشأن «السلام الكامل».
وأوضح السيناتور الذي يفاوض المتمردين إيفان سيبيدا، أن الحكومة تعرض «معاملة متساهلة من وجهة النظر القضائية» على الجماعات المسلحة مقابل تفكيكها.
وعلى الرغم من المحادثات الجارية، فشلت الحكومة في وقف دوامة العنف في البلاد. وفي 2022، أحصت منظمة «إنديباز» نحو مئة مجزرة.