قتل الجيش الإسرائيلي، فجر أمس الاثنين، فلسطينيين اثنين بالرصاص في بلدة كفر دان بمحافظة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، وذلك خلال اقتحام القرية لهدم منزل شابين متّهمين بقتل ضابط إسرائيلي، فيما نددت السلطة الفلسطينية بالجريمة، ودعت إلى توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، بينما سلم الجيش الإسرائيلي إخطارات بهدم منازل فلسطينية في منطقة سلفيت، وأبلغ فلسطينيين جنوب شرقي الخليل بإخلاء تجمعاتهم السكنية. وبموازاة ذلك، تراجع وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، مؤقتاً،عن اقتحامه للمسجد الأقصى بصفته وزيراً، بعد ضغوط وتحذيرات فلسطينية شديدة اللهجة، ودعوات مسؤولين إسرائيليين إلى منعه من ذلك، خوفاً من تفجير الأوضاع في المنطقة.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن «محمد سامر حوشية 22 عاماً، وفؤاد محمد عابد 25 عاماً، قتلا بعد إصابتهما في الصدر والبطن والفخذ بنيران الجيش الإسرائيلي خلال حملته على كفر دان بمحافظة جنين». وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن توقيف القوات الإسرائيلية ليل الأحد وفجر الاثنين «20 مواطناً من الضفة الغربية». وغطّت سحب من الدخان القرية الصغيرة، حيث هُدم المنزلان باستخدام المتفجرات في وقت مبكر من صباح أمس الاثنين. وكان الضابط الإسرائيلي قُتل في أيلول/سبتمبر 2022، في تبادل لإطلاق النار عند حاجز الجلمة على بعد بضعة كيلومترات عن جنين. وقُتل في الاشتباك نفسه الفلسطينيان أحمد أيمن عابد (23 عاماً) وعبد الرحمن هاني عابد (22 عاماً) اللذان هُدم منزلا عائلتيهما، أمس الاثنين. ولاحقاً شيّعت جماهير غفيرة، أمس الاثنين، جثماني الشابين محمد سامر حوشية وفؤاد محمد عابد من أمام مستشفى جنين الحكومي باتجاه منزل ذوي الشابين لإلقاء نظرة الوداع عليهما ثم مواراتهما الثرى. وهتف المشيّعون بشعارات تندد بالانتهاكات الإسرائيلية.
ودعا رئيس وزراء فلسطين محمد اشتية، الدول التي صوتت لصالح طلب فتوى قانونية من محكمة العدل الدولية في حق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير، لاتخاذ تدابير وقائية سريعة وتوفير الحماية، محملاً إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التداعيات التي قد تنجم عن عمليات القتل والاستباحة اليومية.
من جهة أخرى، قالت مصادر فلسطينية، إن إبلاغ الجيش الإسرائيلي لسكان التجمعات جنوب شرقي الخليل جاء ردّاً على طلب تقدّم به سكان محليون لزراعة أراضيهم التي يُمنعون من فِلاحتها. وأضاف: «تقدم السكان بطلب للإدارة المدنية (ذراع الحكومة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة) لحراثة الأرض، وجاء في الرد أنه لا داعي للحراثة لأنه سيتم خلال الأيام القادمة تنفيذ عملية إخلاء واسعة في المنطقة». وأضافت المصادر «أن القوات الإسرائيلية اقتحمت بلدة دير بلوط وسلمت إخطارات بوقف العمل والبناء بالمنطقة الغربية، وتعرف بمنطقة النشر، لثمانية منازل، منها منزل قيد الإنشاء، وإخطار لصالة أفراح، وإخطار لبركس لتربية الأبقار، وإخطار لإخلاء مكب النفايات، بحجة أن المنطقة مصنفة «ج».
على صعيد آخر، تراجع إيتمار بن غفير، عن عزمه اقتحام المسجد الأقصى خلال الأسبوع الجاري، وذلك في أعقاب جلسة عقدها، مساء أمس الاثنين، مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في حين أشار إلى أنه يعتزم تنفيذ تهديده باقتحام الأقصى بصفته وزيراً في الحكومة «خلال الأسابيع المقبلة»، وفق أوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية. وأكد ذلك وزير البناء والإسكان في الحكومة الإسرائيلية السابقة، عضو الكنيست، زئيف إلكين، وذلك في ظل التحذيرات الفلسطينية، بأن اقتحام بن غفير سيؤدي إلى «تفجير الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة». كما اعتبرت عضو الكنيست الإسرائيلي كارين الحرار، أن بن غفير يريد إشعال المنطقة. وسبق أن اقتحم بن غفير المسجد الأقصى مراراً في الماضي ولكن بصفته الشخصية ثم بصفته عضواً في الكنيست، ووعد خلال حملته الانتخابية باقتحام المسجد في حال أصبح وزيراً.(وكالات)