خيمت أجواء الغضب والحداد على روسيا، أمس الثلاثاء، بعد يوم على إعلان مقتل 63 جندياً في ضربة أوكرانية بصواريخ «هيمارس» الأمريكية، في واحدة من أدمى الضربات خلال الصراع الأوكراني. وطالب عدد من القوميين والمشرعين الروس بمعاقبة قادة اتهموهم بتجاهل المخاطر.

ونظمت تجمعات لتكريم عشرات العسكريين الذين قتلوا. وشارك نحو 200 شخص في تجمع مرخص له في مدينة سامارا (وسط) التي يتحدر منها بعض الجنود القتلى. ووضع سكان باقات وأكاليل الزهور أمام شعلة أبدية في إحدى الساحات الرئيسية للمدينة. وبحسب وسائل الإعلام المحلية، نظمت تجمعات في مدن أخرى في المنطقة خصوصاً تولياتي وسيزران.

وأثارت هذه الخسائر الأكثر فداحة التي تتكبدها موسكو في هجوم واحد منذ بدء الحرب في أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، صدمة في روسيا، وسيلاً من الانتقادات من قبل المعلقين القوميين، الذين طالب بعضهم بالانتقام الفوري. وما عزز الصدمة التي أثارتها هذه الخسائر، هو أن الجنود القتلى كانوا من الاحتياط الذين تمت تعبئتهم.

وقالت إيكاترينا كولوتوفكينا، زوجة جنرال روسي ورئيسة جمعية قريبة من الجيش: «لم أنمْ منذ ثلاثة أيام». وأضافت: «نحن على اتصال دائم بزوجات جنودنا. إنه أمر صعب للغاية ومخيف. لكن لا يمكننا الاستسلام. الحزن يوحد».

وقال منتقدون روس، إن الجنود كانوا يقيمون بجانب مستودع للذخيرة في ماكيفكا الموقع الذي قالت وزارة الدفاع الروسية، إنه أصيب بأربعة صواريخ أطلقت من راجمات هيمارس أمريكية الصنع.

وحركت مذبحة ماكيفكا مشاعر الغضب ودعوات لمعاقبة المسؤولين. وارتفعت أصوات للتنديد بتخزين ذخائر في المبنى المستخدم لإيواء الجنود الذين سُمح لهم باستخدام هواتفهم المحمولة، مما يسمح للمدفعية الأوكرانية بتحديد موقعهم الجغرافي. وقال النائب الشيوعي عن سامارا ميخائيل ماتفييف: «ما هي النتائج التي ستستخلص؟ من سيعاقب؟».

وشكك العديد من المعلقين المؤيدين للحرب الذين يحظون بعدد كبير من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، في حصيلة القتلى التي قد تكون أعلى بكثير على حد قولهم.

وقال مدونون عسكريون روس، كثيرون منهم يتابعهم مئات الآلاف من المستخدمين، إن الدمار الهائل كان نتيجة تخزين الذخيرة في نفس المبنى الذي توجد فيه ثكنة عسكرية، على الرغم من أن القادة يعرفون أنها كانت في مرمى الصواريخ الأوكرانية.

وأظهرت لقطات نشرت على الإنترنت لما بعد الانفجار في ماكيفكا على الثكنات الروسية مبنى ضخماً تحوّل إلى أنقاض يتصاعد منه الدخان. ولم يتمّ التحقق من مدى صحة المقطع المصور.

وقال إيجور جيركين، أحد القادة السابقين للقوات المؤيدة لروسيا في شرق أوكرانيا، والذي برز ضمن المدونين العسكريين القوميين الروس، إن عدد الضحايا من القتلى والجرحى يبلغ مئات الأفراد. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version