اقتحم عشرات المستوطنين صباح أمس الخميس، ساحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، بحماية مشددة من القوات الإسرائيلية، وذلك قبيل ساعات من انعقاد جلسة مجلس الأمن حول القضية الفلسطينية؛ حيث طالبت الدول العربية والإسلامية بإصدار إدانة صريحة لاقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير باحة المسجد الأقصى، فيما جددت واشنطن معارضتها لبناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية، في حين قتل الجيش الإسرائيلي فتىً فلسطينياً خلال مواجهات في مدينة نابلس شمالي الضفة، وفق ما ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية.

وأفادت دائرة الأوقاف بأن عشرات المستوطنين اقتحموا منذ الصباح، المسجد الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وتلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم، وبعضهم قام بتأدية شعائر تلمودية في الجهة الشرقية للمسجد وقبالة قبة الصخرة، قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة.

وجاءت هذه الاقتحامات، قبيل الاجتماع المقرر أمس لمجلس الأمن الدولي، حول القضية الفلسطينية؛ حيث طالبت دول عربية وإسلامية إدانة صريحة لاقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، ساحات المسجد الأقصى، وهو الاقتحام الذي أثار موجة تنديد دولية واسعة. وقال المندوب الفلسطيني الأممي رياض منصور للصحفيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، وقد أحاط به عشرات السفراء العرب والمسلمين لدى المنظمة: «من مسؤولية المجتمع الدولي أن يقرر الحفاظ على الوضع الراهن التاريخي في القدس ومواقعها الإسلامية والمسيحية وحمايتها». وتابع المندوب الفلسطيني: «نريد ألّا يتكرر هذا التصرف في المسجد الأقصى مرة أخرى، ونريد ضمانة بأن الوضع الراهن (في الأماكن المقدسة بالقدس) سيُحترم بالأفعال، وليس بالأقوال فقط».

من جهته وصف السفير الأردني لدى الأمم المتّحدة محمود ضيف الله حمود «اقتحام» الوزير الإسرائيلي باحة الأقصى بأنّه «عمل متطرّف من المرجّح أن يخلق حلقة جديدة من العنف». وشدّد الدبلوماسي الأردني على وجوب «أن يتحمّل مجلس الأمن مسؤولياته بجدية، وأن يضع حدّاً لهذا النوع من المحاولات»، مذكّراً بأنّ «إسرائيل ملزمة باحترام الوضع القانوني والتاريخي الراهن والقانون الدولي». وفي السياق، أكد أعضاء اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة ⁧ القدس⁩، أن اقتحام المسجد الأقصى خطوة استفزازية.

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، أن «الطفل عامر أبو زيتون (16 عاماً) قتل بعد إصابته برصاصة في الرأس أطلقها عليه جنود إسرائيليون، خلال الاعتداء على نابلس فجر أمس». وأبو زيتون هو رابع فلسطيني تقتله القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ بداية العام، وبينهم آدم عصام شاكر عياد (15 عاماً) الذي قتل الثلاثاء في مخيم الدهيشة في الضفة الغربية.

إلى ذلك، جددت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، معارضتها لبناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية، وذلك بعد دعوات للحكومة الإسرائيلية بمنح ترخيص لبناء مدرسة دينية في مستوطنة «حومش». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن «دعوتنا للامتناع عن الخطوات أحادية الجانب تتضمن بالتأكيد أي قرار لإنشاء مستوطنة جديدة أو إضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية أو السماح بالبناء من أي نوع في عمق الضفة الغربية المتاخمة للتجمعات الفلسطينية أو على أراضٍ فلسطينية خاصة». وشدد على أن «بؤرة حومش في الضفة الغربية غير شرعية وغير قانونية حتى بموجب القانون الإسرائيلي».(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version