قال رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، إن كل تجارب بناء السلطة في ليبيا باءت بالفشل لأنها تجاهلت الحل، وقفزت على مطالب الشعب الليبي إلى مطالب الساسة، وأوجدت صيغاً هشة لتقاسم السلطة والثروة الأمر الذي زاد المشهد تعقيداً، فيما أعربت سفارة فرنسا بليبيا عن دعمها بشدة، دعوة المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبدالله باتيلي، إلى مجلسي النواب والأعلى للدولة، لوضع اللمسات الأخيرة على القاعدة الدستورية والتوصل إلى حل ليبي- ليبي، بشأن الأزمة السياسية من خلال الانتخابات في إطار زمني محدد.

وأكد المنفي في كلمته بالملتقى التحضيري لمؤتمر المصالحة الوطنية الذي انطلقت أعماله، أمس الأحد، في طرابلس، بحضور رفيع المستوى على المستوى المحلي والإفريقي والعربي، أن الحل لأزمة ليبيا ليس محاصصة السلطة والنفوذ أو تقاسم الموارد والمال، ولكنه في رأب الصدع وجبر الضرر والعفو والمصالحة واستعادة اللحمة الوطنية الأخوية، والعيش المشترك في هذا الوطن المعطاء، وكذلك في الرجوع إلى قواعد العرف والدين والممارسات السلمية والديمقراطية في تسوية الصراع.

وأضاف أن المجلس الرئاسي لم يكن يوماً جزءاً من هذه المشكلة، فقد وقف متماسكاً على مسافة متساوية من جميع الأطراف.

وأكد المنفي، أن المجلس بذل في سبيل هذا الهدف كل جهد ووقت في ظروف لم تكن مواتية، وأن الإنجاز المحرز لم يصل بعد لمرحلة جني الثمار لمشروع المصالحة الوطنية لأن ذلك لا يتأتى إلا بانخراط جميع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والأمنية، في برنامج عمل يعمل عليه المجلس الرئاسي وإرساء دعائمه وأطره القانونية.

وأضاف، أن المجلس الرئاسي يعول على دعم كل أفراد الشعب للمحافظة على السلم، ووقف إطلاق النار والتنقل الآمن في ربوع الوطن الذي تحقق كمكسب وطني خلال توليه المسؤولية السياسية العليا في البلاد.

ودعا المنفي الشعب الليبي إلى الضغط الشعبي الإيجابي على كل الأجسام السياسية في البلاد من أجل استكمال مشروع المصالحة، وإنتاج القاعدة الدستورية وتخطي لمراحل الانتقالية إلى مرحلة ممارسة الشعب حقه في تحديد خياراته ومستقبل أبنائه.

بدوره،دعا عضو المجلس الرئاسي عبدالله اللافي إلى «إنهاء الصراع ومواجهة قضايا الخلاف بوضع الحلول والتسويات العادلة» وكذلك الاتفاق على ما يجمع الليبيين للتأسيس لبناء دولة قوية، وإنجاح مشروع المصالحة.

وقال اللافي في كلمته خلال الملتقى إن مؤتمر المصالحة «مشروع وطني نتساوى فيه جميعاً لا يملكه أحد ويمثل الجسر الذي نعبر من خلاله لتحقيق تطلعات شعبنا ومستقبل أبنائنا»، لافتاً إلى أن ليبيا «مرت بأكثر من عشر سنوات نالت فيها الأزمات من وطننا فقدنا فيها فلذات أكبادنا وخسرنا المقدرات وعانينا مرارة الانقسام وتجاوزتنا الأمم وضاعت علينا فرص التنمية والتقدم». وأكد أن مشروع المصالحة الوطنية «يعتمد على الحوار المنظم والمسؤول»، لافتاً إلى أن نجاح هذا المشروع «رهين لوقوف الليبيين جميعاً ودعم مثل هذه المبادرات» لتمكين البلاد من خروج من أزمتها.

وشهد افتتاح الملتقى مشاركة عبر تقنية الفيديو من جانب رئيس الاتحاد الإفريقي الرئيس السنغالي ماكي سال، الذي أكد في كلمته دعم الاتحاد الإفريقي مبادرة المجلس الرئاسي لتحقيق المصالحة في ليبيا، ودعم أي حل شامل للأزمة.

كما شهد افتتاح الملتقى، عن طريق الفيديو، رئيس اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى بشأن ليبيا رئيس الكونغو برازافيل دينيس ساسو نغيسيو، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي، والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط.

وحضر الفعاليات، كل من مبعوث رئيس اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى بشأن ليبيا وزير خارجية الكونغو برازافيل جان كلود جاكوسو، ومبعوث مفوضية الاتحاد الإفريقي للمصالحة الليبية، محمد الحسن ود لبات.(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version