تدور معارك ضارية ودامية في سوليدار في شرق أوكرانيا؛ حيث أعلن مسؤول موالٍ لموسكو أن السيطرة على باخموت (أرتيومسك) باتت قريباً بعد أن انتقل القتال إلى المناطق الغربية من المدينة، وتحدثت كييف عن صمود رغم صعوبة الوضع.
معارك ضارية في سوليدار
تدور معارك ضارية على أطراف مدينة سوليدار الواقعة في شرق أوكرانيا والقريبة من باخموت، أكثر النقاط سخونةً على الجبهة حالياً، وفق ما أعلن قائد مجموعة «فاغنر» الروسية شبه العسكرية يفغيني بريغوجين، الذي قال: «تدور معارك ضارية جداً ودامية في ضاحية سوليدار الجنوبية». وأضاف أن «القوات المسلّحة الأوكرانية تدافع بشراسة عن أراضي سوليدار». وأشار إلى أن هجوم سوليدار يشنّه أفراد من فاغنر «حصراً». ومدينة سوليدار الواقعة على بُعد نحو عشرة كيلومترات شمال شرق باخموت، مجاورة لبلدة باخموتسكي، التي أكد الانفصاليون الموالون لروسيا السيطرة عليها الاثنين.
وأكد دنيس بوشيلين، قائد الانفصاليين في جمهورية دونيتسك الشعبية، أمس الثلاثاء، عبر التلفزيون الروسي، أن القوات المتحالفة «قريبة جداً من السيطرة على سوليدار». منوهاً بأن القتال انتقل إلى المناطق الغربية من المدينة، وأضاف بوشيلين أنه بالسيطرة على سوليدار ستكون الطريق مفتوحة أمام السيطرة على مدينة أرتيومسك (باخموت) بالكامل. وقال، بأن قضية اسم مدينة أرتيوموفسك (تسمى باخموت في أوكرانيا) يجب أن يقررها سكانها دون تسرع، بعد تشكيل السلطات المحلية هناك. يذكر أن المدينة أسسها القيصر الروسي إيفان الرهيب عام 1571.
قصف أوكراني
وتابع بوشيلين قائلاً: «خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية استهدف نظام كييف مدينة دونيتسك وضواحيها بسبعة وخمسين صاروخاً وقذيفة مدفعية أدت إلى مقتل امرأة وإصابة ثلاثة أشخاص بجروح جراء قصف المناطق السكنية ومرافق البنى التحتية».
أهمية محدودة
ويقول محللون عسكريون، إن الفائدة العسكرية الاستراتيجية لموسكو من الاستيلاء على سوليدار ستكون محدودة. وقال مسؤول أمريكي، إن فاغنر تتطلع إلى الملح والجص من المناجم التي يعتقد أنها تمتد أكثر من 160 كيلومتراً تحت الأرض، وتحتوي على كهوف كبيرة.
وأكدت وزارة الدفاع البريطانية، الثلاثاء، أن القوات الروسية ووحدات فاغنر حققت «تقدماً تكتيكياً» في سوليدار، خلال الأيام الأربعة الأخيرة، وتسعى «على الأرجح إلى تطويق باخموت من الشمال»، و«تعطل خطوط الاتصال الأوكرانية». وقالت الوزارة، إن جزءاً من المعارك يهدف إلى السيطرة على مدخل منجم ملح قديم في سوليدار؛ لأن أنفاقه تمرّ تحت خطّ الجبهة، وقد تُستخدم «للتسلل خلف خطوط العدو». غير أنها أوضحت أنه ليس هناك خطر بأن تطوّق روسيا باخموت «على الفور»؛ لأن الجيش الأوكراني يملك «دفاعات مستقرة جداً»، ويسيطر على طرق إمدادات عدة في الوقت الحالي.
صامدون رغم صعوبة الوضع
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن قواته تصمد أمام «هجمات جديدة وأكثر شدّة حتى» على سوليدار. وأوضح في خطابه اليومي: «أشكر جميع جنودنا الذين يحمون باخموت… (و) جميع المقاتلين في سوليدار، الذين يصمدون أمام هجمات الغزاة الجديدة والأكثر شدّة!». وتابع قائلاً: «كل شيء دُمِّر تماماً… كل أرض سوليدار مغطاة بجثث الغزاة وتشويهات خلّفتها الانفجارات».
وقال سيرغي تشيريفاتي، المتحدث العسكري الأوكراني للمنطقة الشرقية، للتلفزيون الأوكراني: «تجري معارك وحشية ودامية هناك، 106 عمليات قصف في يوم واحد».
وأمس الثلاثاء قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التي زارت خاركيف برفقة نظيرها الأوكراني دميترو كوليبا، إن ما يحدث في المدينة «رمز للجنون المطلق للحرب». (وكالات)