-اسوأ بداية منذ 43 عاماً.. وخسارة أمام الكويت بعد 21 سنة

-أداء كارثي لكن حسابات الصعود مازالت موجودة

-أروابارينا يحول«الأبيض» إلى حقل تجارب

الشارقة:علي نجم
أعاد منتخب الإمارات بجيله وإدارته الحالية عقارب الساعة إلى الوراء، وإلى الفترات الأسوأ في تاريخ «الأبيض»، ليؤكد أن لا مستقبل له في ظل التخبط الذي ظهر به في «خليجي 25» حين تعرض لخسارته الثانية توالياً وبسقوطه أمام الكويت التي تملك منتخباً عادياً نال الكثير من الانتقادات من قبل الشارع الرياضي في بلاده.
خسر منتخبنا صفر-1 أمام الكويت، والمفارقة أن الهزيمة كانت الأولى لـ«الأبيض» في كأس الخليج أمام «الأزرق»، منذ أن سقط لآخر مرة في 2002 بنتيجة 1-2 في «خليجي 15»، وبعدها فاز على الكويت في أرضها 2- صفر(خليجي 16) و3-2 في «خليجي 18» و1- صفر في «خليجي 21» وتعادل المنتخبان في خليجي 22 ثم 23.
كما أن منتخبنا لم يخسر مباراتين متواليتين في كأس الخليج منذ 43 عاماً، وتحديداً منذ نسخة 1979 في العراق أيضاً.

بصيص الأمل

لكن رغم ذلك منح البحريني عبد الله يوسف منتخبنا الوطني «بصيص أمل» حين سجل هدف الانتصار لمنتخب بلاده على حساب نظيره القطري في الدقيقة 89، ليفتح أمام منتخبنا نافذة الأمل بالبقاء في صلب الصراع على انتزاع بطاقة الترشح الثانية إلى الدور نصف النهائي.
كان سقوط منتخبنا في الثواني الأخيرة من زمن اللقاء أمام المنتخب الكويتي ضربة جديدة، أصابت «الأبيض» ومعها كرة الإمارات، إذا ما تم مقياس نجاح اللعبة على قدرات سفيرها الأول على الساحتين الإقليمية والقارية.
وفشل منتخبنا في أن يعكس الصورة المشرفة، أو أن ينجح في نيل نقطة، فكان الأداء في الشوط الأول كارثياً، وبدا بعض اللاعبين وكأنهم يحملون في أقدامهم أثقالاً.
ولم يمنح «الأبيض» أي فسحة أمل لعشاق الفريق، بل لم يجد حميد الطاير رئيس لجنة المنتخبات ما يبرر به الخسارة الثانية في البطولة الخليجية، سوى التأكيد على أن ما حصل مفاجأة، وبأن الطموحات لم تكن تتمثل بظهور منتخبنا بهذا المستوى الذي لا يعكس قيمة ومكانة كرة الإمارات.

سهام الانتقادات

وتعرض المدير الفني لمنتخبنا الوطني الأرجنتيني رودولفو اروابارينا لكل سهام الانتقاد التي يستحق غالبيتها، بعدما كان قرار استبعاد مبخوت ضربة قاضية لمدرب بحث عن احترافية العمل على حد تعبيره، فكان الحصاد حتى الآن صفراً.
ووضح تأثر أداء اللاعبين بغياب النجم الهداف، فلم يكن عبد الله رمضان هو المايسترو الذي يحرك الدفة، ولم يقو كايو على حمل المشعل وقيادة خط الهجوم سواء حين لعب كرأس حربة أو كمهاجم متأخر، رغم كل المحاولات والمشاكسات التي قام بها.
ولعل ما زاد من سوء حظ المدرب «المنحوس»، تعرض فابيو ليما للإصابة التي حرمت المنتخب من خدماته، لتزيد من مصائب منتخبنا، ولتعقد الموقف الهجومي لفريق بدا لا يعرف ألف باء كرة القدم في غالبية الدقائق التي لعبها في المباراتين أمام البحرين أو أمام الكويت على حد سواء.
وبدا من خلال التشكيل الذي دفع به أروابارينا أمام الكويت، كأن المدرب يبحث عن إبرة في«كومة» من القش، لكن ظهر المنتخب بلا حول ولا قوة ولا هوية، بل كل ما يمكن أن يقال عن الصورة التي بدا عليها المنتخب أنه تجمع من لاعبين هواة يمارسون اللعبة للمرة الأولى!
ولا يمكن رمي كل المسؤولية اليوم، على عاتق المدرب وحده، ولا يمكن صب كل مصائب اللعبة وعيوبها على عاتق مدرب تولى المهمة قبل 10 أشهر من الآن، لكن الأكيد أنه يتحمل الجزء الأكبر من سوء حال المنتخب.
أما الجزء الآخر، فيقع على عاتق اللاعبين الذين بدا غالبيتهم وكأنهم خارج الفورمة، بل بات المتابع يتساءل لماذا يتحول لاعبونا أو بعض لاعبينا من أسود في الدوري المحلي، إلى لاعبين آخرين في المحافل الخارجية، فلا يبرز ماجد راشد بعطائه الكبير مع الشارقة، وتغيب إبداعات عبد الله رمضان في الصناعة والتمرير، ويبدو كايو حملاً زائداً، ويتحول خالد الظنحاني إلى «جوكر» يتحرك مرة يساراً وأخرى يميناً وفق أهواء المدرب.
وبرهن حارب سهيل أنه يحتاج إلى عمل مكثف حتى يكون العلامة الفارقة في أداء المنتخب، ولا يزال علي صالح يتخبط بين لحظات من البروز، وأخرى من التعثر حتى أصبح القتال سمته بدلاً من استغلال مهارته أو سرعته في التمرير والتسجيل.
ويقف اتحاد الكرة ومعه لجنة المنتخبات على ضفة النهر، فما حصل منذ 3 سنوات حتى اليوم، لا يمكن أن يبرر ولا يمنح شهادة براءة، فكل فرد من منظومة اللعبة مسؤول، فكيف بمجلس إدارة اتحاد اللعبة وهو ربان السفينة!. ولا شك أن المجلس بات بحاجة إلى ورشة من العمل الجاد والجبار حتى تعود المنتخبات إلى بؤرة الضوء، وأن تكون هي الهدف الأول، وليس من ضمن مشاريع ثانوية يمكن المرور عليها مرور الكرام.

هل من يستجيب؟

لقد أكدت تصفيات كأس العالم 2022، ومن بعدها كأس الخليج في البصرة حالياً، وما مرت به منتخبات المراحل السنية، بأن كرة الإمارات في خطر، وبأن الإنقاذ والتدخل والتغيير بات ضرورياً، فلا يمكن مواصلة السير على نفس الدرب، لأن كل المؤشرات والدلالات تؤكد أن المستقبل غير مبشر، وأن الحصاد لن يكون سوى أصفار جديدة.

بلغة الأرقام.. الفرصة قائمة

تبدو الأرقام وحدها هي ما يمنح منتخبنا الوطني بارقة الأمل بالتأهل إلى الدور نصف النهائي، وذلك وفق سيناريوهات قد تصب في صالح منتخبنا وإن لم يعد مصيره بيده؛ بل يحتاج إلى هدية بطعم الحلوى البحرينية.
ويتوجب على منتخبنا الذي يحتل قاع الترتيب (صفر نقاط، و-2 من الأهداف) في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، أن يتفوق على نظيره القطري وكسب النقاط الثلاث مع تسجيل هدفين على أقل تقدير.
ولن يكون ذلك كفيلاً بمنح منتخبنا التأهل، سوى بضمان فوز المنتخب البحريني على الكويتي بهدف وحيد على أقل تقدير، حتى يتأهل «الأحمر» البحريني أولاً برصيد 9 نقاط، بينما تتساوى المنتخبات الثلاثة الإمارات وقطر والكويت بنفس الرصيد من النقاط (3 نقاط)، بما يحول الأمر إلى فارق الأهداف التي قد تصب في صالح منتخبنا لو سارت الأمور بنفس السيناريو المرسوم.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version