لجأت روسيا إلى تغيير قيادة عملياتها العسكرية في أوكرانيا، بهدف إحداث فارق والحصول على نتائج ملموسة على الأرض، بعد سلسلة تراجعات ميدانية.

مؤخراً، أعلنت روسيا، تغيير قيادة الحرب التي تخوضها في أوكرانيا مرة ثانية، بعد 3 أشهر من تعيين قائد جديد، ما أرجعه محللون إلى «مساع روسية لتغيير استراتيجية سيرغي سوروفيكين الدفاعية، التي لا تفي بأهداف موسكو في ظل أشهر حاسمة»، حسب «سكاي نيوز عربية».

وجاء القرار في ظل معارك شرسة شرقي أوكرانيا، حيث نجحت القوات الروسية، في فرض سيطرتها على مدينة سوليدار، ضمن محاولات تطويق باخموت من الشمال ومن ثم تعطيل خطوط الإمداد على الأوكرانيين.

وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن رئيس الأركان العامة الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، سيصبح القائد العام للمعركة.

وسيكون لغيراسيموف 3 نواب، هم القائد الحالي سيرغي سوروفيكين، وقائد الجيش أوليغ ساليوكوف، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة العقيد أليكسي كيم.

و«هناك حاجة إلى تنظيم تفاعل أوثق بين أفرع وأذرع القوات المسلحة، وتحسين دعم وفعالية القيادة، والسيطرة على مجموعات القوات»، وفق الوزارة.

مع بداية الحرب في فبراير الماضي، لم تعلن روسيا رسمياً اسم قائد العملية العسكرية، غير أن وسائل إعلام محلية أشارت إلى أن الجنرال ألكسندر دفورنيكوف هو الذي يقود المعارك، خاصة أنه شارك بحرب الشيشان الثانية، وقاد القوات الروسية في سوريا عامي 2015 و2016.

في 8 أكتوبر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تكليف الجنرال سيرغي سوروفيكين لقيادة «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا.

سوروفيكين شارك في الحرب الأهلية بطاجيكستان، وأيضاً حرب الشيشان الثانية وكذلك التدخل الروسي في سوريا في 2015.

ولد غيراسيموف في قازان عام 1955، وتخرج من مدرسة قازان سوفوروف العسكرية، ومدرسة قازان العليا للدبابات.

وتخرج كذلك من أكاديمية مالينوفسكي للقوات المدرعة العسكرية (1987-1984) والأكاديمية العسكرية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية (1995-1997). وقاد فصيلة المشاة المميكنة، وتولى منصب النائب الأول لقائد الجيش في منطقة موسكو العسكرية.

وشارك في حرب الشيشان الثانية، حيث تولى قيادة الجيش ال58 في منطقة شمال القوقاز العسكرية بين فبراير 2001 ومارس 2003 وفي 2006 تم تعيينه قائد منطقة لينينغراد العسكرية.

في 2009 تغير منصبه إلى قائد منطقة موسكو العسكرية، وبعدها بسنة أصبح نائب رئيس هيئة الأركان العامة.

في 2012 تم تعيينه قائداً للمنطقة العسكرية المركزية، وفي نوفمبر من العام ذاته تم تعينه رئيساً للأركان العامة، بعد إقالة وزير الدفاع أناتولي سيرديوكوف.

وللوقوف على أسباب تغيير القيادة العسكرية للعملية الروسية في أوكرانيا، قال المحلل السياسي، أندرو بويفيلد: خلال الأشهر الثلاثة الماضية، أجبر الجيش الروسي على اتخاذ موقف دفاعي في الجنوب، وأمر سوروفكين بالانسحاب من مدينة خيرسون بعد قصف عنيف وتقدم القوات الأوكرانية.

جعل هذا الموقف الروسي داخل البلاد غير مقبول، وطالت قيادات الجيش انتقادات واسعة.

في المقابل، أمطر سوروفيكين سماء أوكرانيا بموجات من الهجمات الصاروخية والطائرات دون طيار من أجل شل شبكة الطاقة الأوكرانية، لزيادة معاناة كييف دون كهرباء مع حلول فصل الشتاء.

القرارات تأتي في ظل معارك شرسة في سوليدار، وسيكون انتصار روسيا أول مكسب ملموس في الحرب منذ يوليو، عندما سيطرت قواتها على سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك في دونباس. وقد تحاول موسكو البناء عليه مع قيادة هجومية جديدة، من أجل دفعة جدية نحو باخموت لعرقلة أي إمدادات للأوكرانيين نحو قلب دونباس.

تقارير استخباراتية توقعت هجوماً كبيراً في أوائل الربيع، وقد يكون ذلك جزءاً من بداية تفعيل قرارات التعبئة.

ويرجع الفضل لسوروفيكين في تعزيز التنسيق وتعزيز السيطرة على القوات الروسية في أوكرانيا بعد تعيينه في أكتوبر.

وتشير خفض رتبته إلى الدور الثاني، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يكن سعيداً تماماً بأدائه، إلا أنه لا يزال يثق في خبرة الجنرال.

وتعيين غيراسيموف تطور مهم في نهج بوتين للحرب، واعتراف واضح بأن الحملة لا تفي بالأهداف الاستراتيجية لروسيا.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version