تضيّق الحكومة البرازيلية الطوق حول المشاركين والمنظمين والممولين لأعمال الشغب التي وقعت، يوم الأحد الماضي، في برازيليا، ودفعت الرئيس لويس ايناسيو لولا دا سيلفا إلى «إعادة تنظيم عميقة» لأمنه في القصر الرئاسي. وقال الرئيس البرازيلي اليساري خلال مأدبة الفطور الأولى مع الصحفيين منذ تنصيبه في الأول من يناير/ كانون الثاني «أنا مقتنع بأن أبواب قصر بلانالتو فتحت ليتمكن الناس من الدخول، لأنه لم يتم خلع أي باب». وأضاف لولا أن «هذا يعني أن أحدهم سهل دخولهم إلى هنا»، متسائلاً «كيف يمكن أن يكون هناك شخص أمام باب مكتبي قد يطلق النار علي؟». وتواصل السلطات تضييق الخناق على المحتجين. وأوقف نحو ألفي شخص، وسجن أكثر من 1100 آخرين بعد استجوابهم، حسب آخر تقرير صدر عن السلطات. كما تم التعرف إلى عدد كبير من مثيري الشغب عبر كاميرات مراقبة، أو صور نشرتها صحف، أو صور سيلفي نشروها على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن أولوية السلطات باتت الآن معاقبة الشبكات التي عملت وراء الكواليس لتمويل التمرد وتنظيمه.

وطلب مكتب المدعي العام الفيدرالي الذي يدافع عن مصالح الدولة من قضاء برازيليا، تجميد مبالغ بقيمة 6,5 مليون ريال (نحو 1,2 مليون يورو) ل52 شخصاً، وسبع شركات متهمة كلها بتمويل نقل مثيري الشغب في مئة حافلة من جميع أنحاء البلاد. وفي واشنطن دعا نواب ديمقراطيّون أمريكيون الرئيس جو بايدن إلى إلغاء تأشيرة بولسونارو الموجود في فلوريدا (جنوب)، مؤكدين أن الولايات المتحدة يجب ألا تكون ملاذاً لأي شخص متورط في الاضطرابات ضد الحكومة المنتخبة مؤخرا في البرازيل.

وكتب هؤلاء المشرّعون الديمقراطيون ال41، في خطاب مفتوح إلى بايدن، أمس الأول الخميس «ندرك التأثير المباشر – الفوري وطويل الأمد – لتخريب مسؤولين حكوميين الأعراف الديمقراطية ونشرهم معلومات مضللة وإثارتهم لتطرف عنيف». وأضافوا «يجب ألّا نسمح لبولسونارو، أو أيّ مسؤول برازيلي سابق آخرن باللجوء إلى الولايات المتحدة هرباً من القضاء بسبب أيّ جريمة مُحتمَلة ارتكبوها خلال ولايتهم».

كما دعوا الإدارة الأمريكية إلى «التعاون الكامل مع أيّ تحقيق تُجريه الحكومة البرازيلية، إذا طُلِب منا ذلك»، والتحقق من الوضع القانونيّ للرئيس البرازيلي السابق الذي وصل إلى الأراضي الأمريكيّة بصفته رئيس دولة، ولم يعد كذلك. ودعوا وزارة العدل الأمريكية إلى التحقيق في أيّ «دعم أو تمويل» محتمَلَين مصدرهما الاراضي الأمريكية لجرائم العنف التي وقعت، في إشارة إلى عمليّات اقتحام ونهب في ذلك اليوم لثلاثة مقارّ للسلطة البرازيلية أقدم عليها مناصرون لبولسونارو. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version