الشارقة: علي نجم

يعقد مجلس إدارة اتحاد الإمارات لكرة القدم الأسبوع المقبل، جلسة مهمة من أجل تحديد مصير الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني بعد الإخفاق الكبير في مشاركة «الأبيض» ضمن منافسات بطولة «خليجي 25».

وسيكون مصير الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني بقيادة الأرجنتيني رودولفو أروابارينا على طاولة المجلس بعد التوصية والتقرير الذي سيرفع من قبل لجنة المنتخبات برئاسة حميد الطاير من أجل تحديد أسباب ما حدث في البصرة، وتقييم العمل طوال الفترة السابقة.

تتجه «البوصلة» إلى إصدار قرار بإقالة المدرب الأرجنتيني من أجل تحقيق هدفين، الأول تعديل مسار المنتخب في قادم الأيام من أجل إظهار المنتخب بصورة مشرفة بداية من بطولة غرب آسيا التي ستلعب في الإمارات مارس/آذار المقبل، والثاني التشديد على أن القرار الذي سيصدر سيكون بناء على تقييم مهني وعلمي، وليس مجرد ردة فعل على خسارة مباراة، أو تواضع مستوى في مشاركة خارجية، كانت تندرج ضمن إطار محطة إعداد للهدف الأهم، كأس الأمم الآسيوية 2024.

نكسة في البصرة

تعرض منتخبنا الوطني ل«نكسة» كبيرة ومن العيار الثقيل، بعد الوداع الحزين من منافسات الدور الأول لبطولة «خليجي 25» في البصرة، بعدما حل أخيراً في المجموعة برصيد نقطة واحدة فقط، وسجل منتخبنا المشاركة الأسوأ على صعيد الحصاد من النقاط في دور المجموعات منذ بداية تطبيق نظام المجموعتين في «خليجي 17» في الدوحة. ولعل ما زاد من مرارة الخروج الذي كان بطعم «العلقم» أنه تزامن مع إخفاق كبير في تقديم الأداء والمستوى المأمول، حتى بدا وكأن «أشباح اللاعبين» هم من يمثلون ويدافعون عن ألوان الأبيض في الاستحقاق الخليجي.

المدرب المتهم

تحول المدرب الأرجنتيني أروابارينا إلى محط لكل سهام الانتقادات، بعد سوء مستوى وضعف أداء «الأبيض»، وهي مسؤولية لا يمكن تبرئة المدرب منها، خاصة في ظل الخيارات التي قام بها قبل بداية البطولة باستبعاد أكبر هداف في تاريخ وحاضر الإمارات علي مبخوت وهو الحمل الذي ظل ثقيلاً على ظهر المدرب والمنتخب طوال فترة الوجود في البصرة.

سعى المدرب إلى تطبيق احترافية الاختيار، فخُيل إليه أنه قادر على صنع مجد على حساب تطبيق منطق الأرقام والحسابات؛ بل على صعيد «الإحصاءات» والرؤية الفنية التي قدمها لمسؤولي لجنة المنتخبات والقائمين على المنتخب.

لم تكد عاصفة ابتعاد علي مبخوت، تهدأ مع الوصول إلى البصرة، حتى تعرض «الأبيض» لضربة أكثر إيلاماً مع إصابة فابيو ليما في التدريبات، وابتعاده عن المباراة الافتتاحية، ما زاد الأمور صعوبة على المدرب واللاعبين على حد سواء.

ولأن المصائب تتوالى، تعرض ماجد حسن لإصابة تسببت بإبعاده عن المنتخب والعودة إلى البلاد، ليزيد أمور المنتخب صعوبة، وليعمق من جراح المنتخب ويضع المدرب الأرجنتيني في «حفرة» الاختيارات الضيقة التي ظلت تتقلص يوماً بعد آخر.

أما الجزء الأصعب من مسؤولية المدرب، فكانت في توظيف اللاعبين، فبدا المنتخب في كل مباراة وكأنه حقل تجارب فلعب خالد الظنحاني بمركز الظهير يساراً ويميناً، وتبدل مركز كايو تارة رأس حربة وتارة أخرى مهاجماً متأخراً، ووجد علي صالح نفسه مرة أساسياً ومرة أخرى على الدكة.

خارج الخدمة

تعرض منتخبنا الوطني لضربات عدة ومؤلمة قبل بداية البطولة، فقد خسر خدمات شاهين عبد الرحمن ومحمد العطاس وطحنون الزعابي للإصابة، فتقلصت خيارات المدرب التي جاء بعضها في القائمة غريباً إلى حد العجب.

كانت بعض خيارات المدرب من ضمن «العجائب» التي أصر عليها طوال الفترة السابقة.

وشكل وليد عباس قائد المنتخب واحداً من تلك الخيارات العجيبة، فتم استبعاد اللاعب بناء على رؤية التغيير والإحلال والتجديد، ليعود من جديد ويشارك أساسياً؛ بل ويتولى شارة القيادة أيضاً في المباريات الثلاث.

ولم يدرج تيغالي في قائمة خيارات المدرب في التجمعات الأخيرة، بعدما غاب اللاعب عن المشاركة في المباريات وتقلصت نسبة وجوده في تشكيل الوحدة، لكن المدرب عاد ليضم الهداف العملاق، وليستبعد مبخوت الذي تبقى مسألة استبعاده رواية خاصة.

ووضع المدرب كل الآمال والرهان على ثنائية حارب سهيل وعلي صالح وموهبتهما الهجومية، لكنهما لم يكونا على الموعد؛ بل لعل إصابة ليما زادت من حجم الضغوط على الثنائي الشاب. وأثبت أداء الرباعي الدفاعي، أن الصلابة التي يمكن أن تكون أول خطوات النجاح كانت غائبة، حيث تدخل خالد عيسى أكثر من مرة وبعضها بإعجاز لإنقاذ مرماه من محاولات المنافسين، وهو ما يدل على حجم سوء التنظيم الجماعي للفريق.

ومثلت الجبهة اليسرى «المشكلة الأم» في خيارات المدرب الذي تنفس الصعداء بوجود بدر ناصر والانضمام إلى قائمة المنتخب قبل أيام من السفر، لكن المدرب ظل حائراً ما بين إشراك الظنحاني حيناً وبدر ناصر أحياناً، دون أن يفلح في تثبيت الرباعي الدفاعي على أقل تقدير، وهي أولى أساسيات الفريق الناجح أو المنافس. أما بعض خيارات المدرب «الغريبة» فتمثلت في استدعاء فلاح وليد لاعب العين والذي اقتصرت مشاركته مع فريق العين في دوري أدنوك للمحترفين على 91 دقيقة فقط.

تغيير شامل

ولا يمكن حصر مشكلة ما حدث في العراق، على عاتق أداء بعض اللاعبين المتواضع، أو خيارات المدرب التي لم تكن موفقة؛ بل لعل ما حدث يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن كرة الإمارات ليست بخير، وأن الواقع الحالي لا يمكن أن يقود كرة الإمارات إلا نحو المزيد من التراجع والانحدار، خاصة أن المنتخبات لم تعد في صدارة قائمة الاهتمام، وأن اللاعب المواطن لم يعد هو حجر الأساس في تشكيلات الفرق التي تضع اليوم كل ثقلها، وتركيزها واهتمامها سواء في القطاع أو حتى بالفريق الأول على «الأجنبي والمقيم».

وبات واقع اللعبة يحتاج إلى سياسة جديدة، وإعادة نظر في العديد من القرارات ولعل أهمها وأبرزها تطوير وإعداد منتخبات المراحل السنية، وفتح ميزانيات خاصة بها، حتى تحصل على برامج إعداد تتماشى مع الوقت الراهن، لاسيما مع ضعف المسابقات المحلية، وندرة مشاركة اللاعب المواطن بعدما أصبح «المقيم» له حصة الأسد من المشاركة في مباريات قطاع المراحل السنية.

أما على صعيد المنتخب الأول، فلا شك أن كرة الإمارات تعاني اليوم ندرة من المواهب، وهي المشكلة التي لم تخرج إلى النور أو تبرز على السطح اليوم؛ بل منذ سنوات.

قرارات صعبة وأسئلة مفتوحة

أما بالعودة إلى اجتماع مجلس إدارة الاتحاد، فإن التساؤلات التي ستوضع على الطاولة وستحتاج إلى إجابات حاسمة:

هل سيقال المدرب أروابارينا بعد ما حدث في «خليجي 25»؟

هل يمكن إعادة العلاقة ورأب الصدع بين المدرب رودولفو والمهاجم علي مبخوت في حال رأى المجلس منح المدرب فرصة جديدة؟

هل سيسجل المجلس الحالي لنفسه «سكور» جديد بإحداث تغيير إضافي على هوية المدير الفني لمنتخبنا الوطني، بعدما تم التعاقد مع كل من الصربي يوفانوفيتش، والكولومبي بينتو، والهولندي فان مارفيك (مرتين) والأرجنتيني أروابارينا في السنوات الثلاث التي مرت على المجلس الحالي؟

هل سيواصل حميد الطاير رئاسة لجنة المنتخبات، التي أصبحت «كرسي العذاب» لمن يتبوأ هذا المنصب في السنوات الأخيرة.

هل سيبقى حميد الطاير رئيساً للجنة المنتخبات، مع إحداث تغييرات في هوية وأعضاء اللجنة؟

هل سيتم تغيير الكادر الإداري للمنتخب أم سيبقى نفسه؟

هل ستتم الاستعانة بالمدرب الإسباني دينيس مدرب منتخبنا الأولمبي ولو بشكل مؤقت لتولي دفة قيادة «الأبيض» حتى تعيين مدرب جديد في حال إقالة أروابارينا؟

أما السؤال الأبرز، والذي يتجاوز أهميته كل ما سبق، هل ستمر عاصفة خليجي 25 بهدوء، أم ستحمل برياحها معها «بارقة أمل» بتعديل وتغيير المسار؟

هذا ما ينتظر مجلس إدارة الاتحاد في القادم من الأيام، وقبل سنة من موعد فتح باب الترشيح لانتخابات مجلس الإدارة الجديد.

فوز رسمي واحد في زمن أروابارينا

قاد المدرب الأرجنتيني رودولفو أروابارينا منتخبنا الوطني منذ مارس الماضي، حيث أشرف على «الأبيض» بداية من مباراة العراق التي لعبت في الرياض.

وخسر المدرب أولى المباريات الرسمية، بهدف دون مقابل، قبل أن يعود ويسهم في تحقيق الفوز التاريخي على كوريا الجنوبية بهدف حارب عبد الله سهيل، الذي مهد الطريق نحو تأهل منتخبنا إلى الملحق.

ولم يقو منتخبنا على مجاراة المنتخب الأسترالي في الملحق، ليسقط بهدفين مقابل هدف.

وشكلت تجمعات سبتمبر ونوفمبر فرصة للمدرب من أجل اختبار اللاعبين قبل الدخول في منافسات «خليجي 25» التي انتهت المشاركة بها بتسجيل الحصاد الأسوأ للأبيض في تاريخ البطولات الخليجية في زمن المجموعتين، وهنا نتائج:

المباريات الرسمية:

تصفيات كأس العالم:

24 مارس 2022: العراق × الإمارات: 1-صفر.

29 مارس 2022: الإمارات × كوريا الجنوبية: 1-صفر (حارب سهيل).

الملحق الآسيوي:

7 يونيو 2022: الإمارات × أستراليا: 1-2 (كايو).

خليجي 25:

7 يناير 2023: الإمارات × البحرين: 1-2 (تيغالي).

10 يناير 2023: الإمارات × الكويت: صفر-1.

13 يناير 2023: الإمارات × قطر: 1-1 (ليما).

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version