تونس: «الخليج»، وكالات

دعا اتحاد الشغل التونسي، أمس السبت، النقابيين إلى الاستعداد ل «معركة وطنية» لإنقاذ تونس وإعادة بريقها، محذّراً من أن ما أسماه ب«المد الشعبوي» لن يكون قادراً على التقدم بالبلاد ولا تقديم شيء للتونسيين، فيما شارك بضعة آلاف في المسيرات التي جابت شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة لإحياء ذكرى الثورة، وسط تباين بشأن المطالب السياسية والأوضاع الاقتصادية الخانقة التي تشهدها البلاد.

وقال أمين عام اتحاد الشغل، نور الدين الطبوبي، خلال اجتماع المجلس الجهوي للاتحاد في تونس العاصمة، أمس السبت، إن «الموعد قريب جداً للدفاع عن تونس بوجه واضح ومكشوف»، مؤكداً أنّ «كافة النقابيين مدعوون إلى الاستعداد لمعركة وطنية لإنقاذ تونس».

واعتبر الطبوبي أنّ «تونس، اليوم، مريضة، ويجب ألا نتركها تذوب كالشمعة، بل يجب أن تكون نجمة في المحافل الدولية»، موضحاً أن هناك «مجتمعاً مدنياً، ومنظمات وطنية، تقول للطرف الحاكم لا للعبث بالبلاد».

وشدد على أنّ من حق كل الأطراف «التظاهر دون قمع أو عنف من قبل قوات الأمن مهما كانت التوجهات السياسية للمتظاهرين».

وأشار «إلى أن هدف اتحاد الشغل ليس المنافسة على الرئاسة أو الحصول على مناصب في السلطة، ونبّه إلى أن ما أسماه «الذباب الأزرق»، التابع للمعارضة والسلطة، سينطلق في تشويه الاتحاد عبر صفحات التواصل الاجتماعي واستهدافه، لكن ذلك لن يثني المنظمة النقابية عن التحرك.

وأضاف أنّه «لا المعارضة ولا السلطة الحالية بإمكانهما تحديد مربع تحرك الاتحاد»، مبيناً أن المنظمة النقابية هي «قوة اقتراح بعيداً عن الشعبوية».

وحذّر الطبوبي من أنّ السياسة الحالية التي تتسم بالشعبوية لا يمكن أن تقدم شيئاً للتونسيين، وتحدث عما أسماه «فضيحة الانتخابات التشريعية»، على حد وصفه.

وجاءت تصريحات الطبوبي تزامناً مع إحياء التونسيين الذكرى ال 12 لثورة 14 يناير، حيث خرج ممثلون عن أحزاب سياسية معارضة ومنظمات وطنية إلى الشارع الرئيسي في العاصمة للتظاهر.

ودفعت جبهة الخلاص الوطني بأنصارها إلى الشارع في مسعى لزيادة الضغط على حكم الرئيس قيس سعيد في ظل دعوات لتنحيه عن السلطة وإلغاء الدور الأول للانتخابات التي جرت في 17 ديسمبر الماضي.

وفي المقابل توقفت مسيرة أنصار «الحزب الدستوري الحر»، الفصيل المستقل عن جبهة الخلاص والخصم اللدود للإخوان، قبل التوجه الى القصر الرئاسي بقرطاج بعد أن فرضت قوات الأمن حواجز أمنية في طريقها انطلاقاً من وسط العاصمة.

وحمل أنصار الحزب نعشاً عليه شعارات، تجسيداً لجنازة رمزية «للربيع العربي» الذي بدأ من تونس.

وركز أنصار الجبهة في مسيرتهم على الدعوة الى «إسقاط النظام» وتحريض قوات الأمن على العصيان لكن التأثير كان محدوداً في تحريك الشارع نحو خيارات راديكالية مثلما حدث في عام 2011 أو حكم التحالف الثلاثي (الترويكا) بعد الثورة الذي قادته حركة «النهضة» الإخوانية ليتخلي عن الحكم بعد الاغتيالات السياسية في 2013.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version