كييف (أوكرانيا) – أ ف ب

اضطرت أوكرانيا إلى قطع التيار الكهربائي في معظم المناطق، السبت، إثر ضربات روسية، فيما أعلنت لندن عزمها منح دبابات ثقيلة إلى كييف التي تؤكد أنها تحتاجها بشدّة.

وإثر هذا الإعلان البريطاني، قالت موسكو إن شحنة الأسلحة هذه «لن تُسرّع بأي حال من الأحوال إنهاء الأعمال العدائية العسكرية، بل ستكثّفها فقط، وتتسبب في مزيد من الضحايا»، بحسب بيان صادر عن سفارة روسيا في لندن السبت.

وأطلقت روسيا صواريخ على البنية التحتية الرئيسية في كييف ومناطق أخرى من أوكرانيا السبت، بحسب مسؤولين أوكرانيين.

وقالت شركة «أوكرينيرغو للطاقة» إن روسيا استهدفت مجدداً منشآت للطاقة، مشيرة إلى أنها «تعمل على تجاوز تداعيات» هذه الضربات.

وأعلن وزير الطاقة هيرمان غالوشينكو لاحقاً عن انقطاع التيار الكهربائي في معظم مناطق أوكرانيا بسبب عمليات القصف الأخيرة.

وقال على «فيسبوك»: «اليوم هاجم العدو البلاد ومرافق الطاقة فيها وشبكة الكهرباء مجدداً. هناك هجمات على مناطق خاركيف ولفيف وإيفانو- فرانكيفسك وزابوريجيا وفينيتسيا وكييف. بسبب القصف، فُرض قطع للكهرباء بشكل طارئ في معظم المناطق».

«العالم يجب أن يوقف هذا الشر»

وسمع دوي انفجارات في العاصمة الأوكرانية حيث أكد مسؤولون أوكرانيون أن ضربات استهدفت بنى تحتية أساسية في العاصمة.

وكتب نائب رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية كيريلو تيموشنكو على تطبيق تليغرام أن «هجوماً صاروخياً على منشآت بنى تحتية حيوية» جارٍ في كييف.

وتحدث رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو عن انفجارات في منطقة دنيبروفسكي وحضّ السكان على «البقاء في الملاجئ».

وفي كلمته اليومية، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قوات بلاده أسقطت «أكثر من 20 من إجمالي 30 صاروخاً أطلقتها روسيا السبت».

وأضاف متسائلاً: «هل يمكن وقف العدوان الروسي؟ نعم يمكن. هل يمكن أن يتم ذلك بأي طريقة أخرى غير ساحة المعركة في أوكرانيا؟ للأسف لا».

وشدد الرئيس الأوكراني على أن «العالم يجب أن يوقف هذا الشر»، فيما أعلنت مولدافيا أنها عثرت على حطام صواريخ في أراضيها قرب قرية لارغا في شمالي البلاد.

وقالت الرئيسة المولدافية مايا ساندو إن «الحرب ضد أوكرانيا أثرت في مولدوفا مرة أخرى».

واستجابة للنداءات العاجلة من أوكرانيا، أعلنت لندن إرسال دبابات ثقيلة من طراز تشالنجر 2».

– سوليدار «تحت سيطرة» الأوكرانيين

وتعهّد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك السبت إرسال دبابات «تشالنجر 2» ومنظومات مدفعية إضافية لكييف في دليل على «نية المملكة المتحدة تكثيف دعمها لأوكرانيا» وفقاً لمكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني.

ولم يُحدّد عدد هذه الدبابات، لكن المملكة المتحدة أصبحت بذلك أول دولة تلتزم بتقديم هذا النوع من الدبابات لمساعدة أوكرانيا في مواجهة القوات الروسية. وكانت كييف تسلمت دبابات ثقيلة سوفييتية التصميم من حلفائها، لكن لم تتسلم أي دبابات غربية بعد.

ورحّب زيلينسكي بالقرار البريطاني، مغردّاً على «تويتر» أن قرار لندن «لن يقوينا في ساحة المعركة فحسب بل سيرسل أيضاً الإشارة الصحيحة إلى شركاء آخرين».

وتعهّدت فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأسبوع الماضي تزويد أوكرانيا بآليات مدرعة لنقل المشاة أو للاستطلاع هي 40 مدرّعة ألمانية من طراز ماردر و50 مدرّعة أمريكية من طراز برادلي وعدد من مدرّعات « ام اكس-10» الفرنسية.

وأكّدت وزارة الخارجية الروسية السبت أن إرسال لندن دبابات ثقيلة لكييف لن يؤدّي إلّا إلى «تكثيف» المعارك.

في الجبهة، أعلن حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو السبت أن مدينة سوليدار حيث تدور معارك طاحنة بين قوات كييف والقوات الروسية التي أعلنت الاستيلاء عليها، لا تزال «تحت سيطرة» أوكرانيا.

وقال كيريلينكو «سوليدار تحت سيطرة السلطات الأوكرانية، قواتنا تسيطر عليها»، مشيراً إلى أن هذه المدينة القريبة من باخموت هي من «أكثر النقاط سخونة» على الجبهة.

قرب سوليدار، رأى مراسلو وكالة فرانس برس فرق إنقاذ تعالج جرحى أوكرانيين تم إجلاؤهم من الجبهة.

وقال المسعف فاديم «إن الوضع صعب لكن الأوكرانيين يحافظون على مواقعهم».

«وقف إطلاق نار محلي»

وذكرت وزارة الدفاع الروسية الجمعة في بيان أن «تحرير مدينة سوليدار استكمل (…) في 12 كانون الثاني/يناير مساء».

بعد ذلك حيا الجيش الروسي «الأعمال الشجاعة» لمقاتلي مجموعة «فاغنر» العسكرية الخاصة التي نفذ مقاتلوها «الهجوم المباشر في سوليدار».

ولا يزال القتال في سوليدار وما حولها مستعراً منذ أشهر عدة لكنه اشتد بشكل حاد في الأيام الأخيرة.

وسيكون الاستيلاء عليها من جانب قوات موسكو انتصاراً ملحوظًا لروسيا.

دبلوماسياً، أبدت تركيا استعدادها للدفع من أجل إقامة مناطق «وقف إطلاق نار محلي» في أوكرانيا في ظل تعذر التوصل إلى اتفاق سلام معمم حالياً بين كييف وموسكو.

واعتبر مستشار الرئيس التركي للشؤون الخارجية إبراهيم قالن أن لا روسيا ولا أوكرانيا يمكنهما «الانتصار في الحرب عسكرياً»، مضيفا أنه «سيتحتم عليهما في نهاية المطاف التفاوض للتوصل إلى تسوية مقبولة» من الطرفين.

وقالت روزماري ديكارلو مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية إنها لا ترى «أي مؤشر إلى انتهاء القتال».


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version