تواصلت لليوم الثاني، أمس الأربعاء، فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري، وشهد عشرات اللقاءات بين المسؤولين ورجال الأعمال والمؤثرين، واستعرض المتداخلون قضايا متراكمة في عالم منقسم. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس العالم بأنه «في حالة يرثة لها»، بسبب عدد لا يحصى من التحديات المتداخلة، بينما شدد وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين على ضرورة التواصل بشكل وثيق بين الولايات المتحدة والصين بشأن المسائل الاقتصادية.

وفي خطاب اتسم بالصراحة أمام القادة السياسيين وكبار رجال الأعمال قدم غوتيريس رسالة قاتمة، وأكد أن العالم «يواجه إعصاراً من الفئة الخامسة». وقال «عالمنا تهب عليه عاصفة كاملة على عدد من الجبهات»، قبل أن يضيف أن الأزمات العديدة «المترابطة» تشبه «حادث سيارات متسلسل». وشملت سلسلة التهديدات الركود العالمي الوشيك، والحرب في أوكرانيا، وتفاقم حالات عدم المساواة، وسرعة تزايد أزمة تكاليف المعيشة، وارتفاع مستويات الديون «التي تعصف» بالبلدان الضعيفة.

معركة المناخ

وقال غوتيريس «لا يزال كوفيد-19 يضغط على الاقتصادات، في حين يضغط على المصداقية فشل العالم في الاستعداد للأوبئة في المستقبل»، لكن الأمين العام للأمم المتحدة خص أزمة المناخ بأكثر كلمات الخطاب حماسة، وقال إننا «نخسر المعركة» في مكافحة الاحتباس الحراري وكل أسبوع يجلب «رعباً مناخياً جديداً». وأشار إلى تغير المناخ باعتباره «تحدياً وجودياً»، وقال إن الالتزام العالمي بالحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية «يتم بالكاد تقريباً».

دعم أوكرانيا

من جانب آخر، تعهد المستشار الألماني أولاف شولتس بمواصلة دعم أوكرانيا، من دون الإشارة إلى إمكانية الموافقة على منحها دبابات ألمانية متطورة.

وفي نهاية خطابه المكرس للابتكار وسياسة المناخ في ألمانيا، سُئل المستشار صراحةً عن إرسال دبابات ليوبارد 2 التي طلبتها كييف وأبدى العديد من البلدان ومن بينها بولندا استعدادها لتسليمها بشرط موافقة برلين، فأجاب الزعيم الألماني خلال جلسة أسئلة وأجوبة في منتدى دافوس الاقتصادي «نحن لا ندعم أوكرانيا بالوسائل المالية والمساعدات الإنسانية فحسب، بل أيضاً بالكثير من الأسلحة».

ولم يذكر شولتس كلمة «دبابات»، كما لم يدل بتصريحات حول الاجتماع الحاسم للدول الغربية المكرس لمساعدة أوكرانيا والذي ينتظم الجمعة في القاعدة الأمريكية في رامشتاين بألمانيا.

الصين والولايات المتحدة

على صعيد آخر، شددت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين على ضرورة التواصل بشكل وثيق بين الولايات المتحدة والصين بشأن المسائل الاقتصادية، قُبيل اجتماع لها مع نائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي في زوريخ.

وقالت يلين في مستهل لقائها الحضوري الأول مع ليو هي «وسط مشهد معقّد للاقتصاد العالمي، هناك حاجة ملحّة لأن يتواصل أكبر اقتصادين في العالم بشكل وثيق بشأن الاقتصاد الكلي العالمي والظروف المالية».

وشدّدت على وجوب «تبادل البلدين وجهات النظر بشأن كيفية الاستجابة للتحديات المختلفة».

وأبدت يلين أملها بأن يتيح اللقاء مع ليو الذي سبق أن عقدت معه اجتماعات افتراضية في ثلاث مناسبات، «التعمّق في المواضيع ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك التعاون الاقتصادي الكلي والتمويل المناخي»، بينما دعا ليو إلى «تواصل وتنسيق جدّيَين في قضايا الاقتصاد الكلي والتغيّر المناخي والقضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك». وقال «من وجهة نظرنا، فإنّ العلاقة الصينية – الأمريكية بالغة الأهمية». (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version