أظهرت تجربة سريرية أن نوعاً جديداً من الفحص الطبي يمكنه تحديد عقيدات الغدة الكظرية المحددة المسؤولة عن إفراز الهرمون الزائد المرتبط بارتفاع ضغط الدم.ويوفر الفحص الجديد أول أداة تشخيصية بسيطة لما يُعتقد أنه سبب ارتفاع ضغط الدم لدى ما يصل إلى 10٪ من الأشخاص، وفقاً لما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Nature Medicine.
هرمون ألدوستيرونيحدث ارتفاع ضغط الدم غالبًا عن مجموعة متنوعة من العوامل البيئية والوراثية ونمط الحياة، ولكن بالنسبة لبعض الأشخاص يمكن أن يكون ناتجًا عن مشكلة هرمونية واحدة. ويمكن أن يكون سبب ارتفاع ضغط الدم، المعروف باسم “الألدوستيرونية” الأولية، هو إفراز الغدة الكظرية المفرط لهرمون يسمى الألدوستيرون.وتشير التقديرات إلى أن ما بين 5 و10٪ من حالات ارتفاع ضغط الدم ناتجة عن هذا الخلل الهرموني، ويمكن إصلاحه من خلال إجراء جراحي بسيط لإزالة عقيدات الغدة الكظرية. لكن نادراً ما يتم تشخيص الألدوستيرونية الأولية في المرضى بسبب عدم وجود اختبار تشخيصي بسيط.جزيء ميتوميديتيستخدم الاختبار الجديد، الذي تم تطويره بواسطة علماء في جامعة كوين ماري بلندن، جزيء يُسمى “ميتوميديت”، والذي يميل إلى التراكم على وجه التحديد في عقيدات الغدة الكظرية، التي تنتج مستويات زائدة من الألدوستيرون. يتم تمييز الميتوميدات المستخدمة في الاختبار بمتابعة إشعاعية، لذلك فإنه عندما يتم تصوير المريض باستخدام الأشعة المقطعية المحوسبة CT، ستضيء فقط العقيدات التي تنتج الألدوستيرون بشكل مفرط.بدوره، قال الباحث المشارك في الدراسة موريس براون: إن “العقيدات المنتجة للألدوستيرون صغيرة للغاية ويمكن التغاضي عنها بسهولة في الأشعة المقطعية التقليدية المنتظمة. وعندما تتوهج لبضع دقائق بعد الحقن، يتم الكشف عنها كسبب واضح لارتفاع ضغط الدم، والذي يمكن علاجها في كثير من الأحيان”.عقبة كبيرةوتقدم النتائج الفحص الجديد بالأشعة المقطعية كوسيلة جديدة للكشف عن حالات ارتفاع ضغط الدم التي يمكن علاجها جراحيًا. ولكن تواجه التقنية عقبة كبيرة يجب التغلب عليها قبل نشرها على نطاق واسع، وهي أن العناصر الإشعاعية الكربونية المستخدمة في البحث لا يتخطى عمرها حوالي 20 دقيقة، مما يعني أنه يجب تحضير الجزيئات المشعة المستخدمة في التصوير المقطعي المحوسب في الموقع واستخدامها على الفور.وبالطبع، لا تحتوي معظم المرافق الصحية الرئيسية على سيكلوترونات في الموقع لتجميع أجهزة التتبع المشعة. يتم حاليًا إجراء تجربة جديدة لاختبار شكل مختلف من الميتوميدات، تم تعديله لتكون مدته الإشعاعية حوالي ساعتين. وإذا ثبت ان التتبع الجديد بنفس الفعالية، فسوف يجعل الاختبار في متناول معظم المستشفيات التي تحتوي على مرافق مسح ضوئي PET.طريقة بسيطة وفعالةوأعرب الباحث براون عن ثقته بأن الاختبار الجديد سيكون متاحًا على نطاق واسع قريبًا، وللمرة الأولى سيمنح الأطباء والمرضى طريقة بسيطة لتشخيص نوع من ارتفاع ضغط الدم يمكن علاجه جراحيًا، مشيرًا إلى أنه “حتى الآن، لم يتم تشخيص 99٪ من الحالات بسبب صعوبة الاختبارات وعدم توفرها”، وهي النسبة التي يأمل باحثو جامعة كوين ماري في تغييرها قريبًا.