لم تكن تلك هي المرة الأولي التي يحضر فيها صاحب موسيقى فيلم “تيتانيك” إلى مصر، حيث شهد عام 2016 أول لقاء له مع الجمهور المصري من خلال حفل موسيقي خاص احتفالا بمرور 40 عاما علي حياته المهنية الطويلة. وقبل انتشار جائحة الكورونا وتحديدا في 2020 أقام حفلا آخر لعيد الحب، خاصة وأنه يلقب بأمير الرومانسية، وهو اللقب الذي أطلقته عليه سيدة أميركا الأولى السابقة نانسى ريجان هذا اللقب، زوجة رونالد ريغان الرئيس الأربعين للولايات المتحدة الأميركية، لما تميز به من تسجيل عدد من المقطوعات الموسيقية الرومانسية الشهيرة على مستوى العالم.
أما الحفل الأخير له فكان منذ يومين، حيث شارك عازف البيانو العالمي من أصل فرنسي ريتشارد كلايدرمان في حفل خيري لأول مرة بمصر على هامش المؤتمر الدولي لسرطان الثدي وأمراض النساء والعلاج المناعي BGICC، مؤكدا في حواره مع “العربية.نت” أنه لم يتردد للحظة في الموافقة علي المشاركة في ذلك الحفل.
*هذه الزيارة ليست الأولي لك لمصر، ولكنها مختلفة عن المرات الماضية حدثنا عن ذلك..
**في كل مرة أحضر إلي مصر يكون للمشاركة في حفل بتفاعل مع جمهور كبير وضخم من مختلف الأعمار، ولكن تلك المرة كانت مختلفة بعدما تلقيت اتصالا هاتفيا من إدارة أعمالي بمصر وتواصلت مع دكتور هشام الغزالي رئيس المؤتمر الدولي لسرطان الثدي وأمراض النساء والعلاج المناعي BGICC، وطلبوا مني المشاركة في حفل خيري لصالح مريضات السرطان والمناعة.
*وهل ترددت في قبول تلك المهمة خاصة وإنها ليست سهلة؟
**لم أتردد نهائيا للحظة، فأنا سعيد جدا باختيار د. هشام الغزالي لي كعازف موسيقي لأقوم بتلك المهمة، وشعرت بالفخر بتواجدي بينهم وهذا اختياري. فهي مهمة يجب أن نكون جميعا متواجدين من أجلها، وندعم هذا الحدث الكبير وهذا المؤتمر، فدور الفنان ورسالته هو التخفيف عن المجتمع ولأن الموسيقي لها دور في التخفيف عن المرضي. ولذلك أتمني لجميع المرضي السلامة، فواجب علينا دعمهم وان نكون دائما بجانبهم وهذا بالفعل شئ يسعدني جدا مع وجود العديد من الجنسيات في هذا الحدث من الأطباء والمرضي الذين يؤمنون بدور الموسيقي في العلاج.
*وهل تحققت أمنيتك هذه المرة بزيارة مصر والأماكن المختلفة بها؟
**للأسف لم يكن هناك متسع من الوقت، فقد كان لابد من لقاء الموسيقيين الذين شاركوني الحفل وعمل بروفات مكثفة حتي يتمكن الحضور من الإستمتاع بالحفل، وإن كنت أتمنى بشدة زيارة مصر ومناطقها السياحية ومعالمها المختلفة. فبالرغم من إنها زيارتي الثالثة لها ولكن تظل تلك الأمنية معلقة بالنسبة لي، وأتمنى أن أقوم بزيارتها كسائح مع عائلتي في يوم ما. فأنا أحب هذه البلد وكثيرا وأرى العديد من التفاصيل عنها من خلال الصور ومواقع الإنترنت.
*بالرجوع إلي الموسيقى وقدرتها علي تحسين الحالة الصحية للمرضي فكيف يتم ذلك؟
**الموسيقى تلعب دورا كبيرا في علاج أنواع مختلفة من الأمراض البدنية والنفسية، مثل الآلام المزمنة، والقلق والاكتئاب، من خلال تأثيراتها البيولوجية المباشرة، مثل خفض معدل ضربات القلب، وضغط الدم. كما تحسن الموسيقى التواصل الاجتماعي والدعم الذي يحسن الصحة العقلية بدوره، لذلك يبدو الاستماع اليومي إلى الموسيقى خيارا مناسبا لما يمر به العالم من عزلة وشعور بالخوف والقلق بسبب انتشار فيروس كورونا.
وعن طريق الموسيقى التي أقدمها، تمكنت من مخاطبة قلوب جمهوري في مختلف أنحاء العالم، وتحسين الحالة المزاجية للمرضى. فقد استطاعت الموسيقى التي أقدمها أن تحقق الكثير، فهناك الكثيرون من الأشخاص ينتظرون الموسيقي كي تلمس قلوبهم، وهي طريقة مثالية للوصول لقلب كل شخص، ومن المهم جدا أن يشعر بها كل شخص منا.
*وهل تؤمن بأن الموسيقى بالفعل قادرة علي أن تلمس القلوب في مختلف أنحاء العالم، مهما اختلفت اللغة او البلد؟
**بالتأكيد وهو ما حدث معي طوال حياتي، فعلى المستوي المهني والعملي، استشعرت مدي تذوق الجمهور للموسيقي وحرصهم علي الاستماع إليها بشكل مستمر، فمهما ذهبت إلى الجنوب أو الشمال أو الشرق أو الغرب، فالكل يستمع ويستمتع.
*في منطقة الشرق الأوسط ما الذي يجذبك إلي الموسيقى؟
**أجدها ممتعة ومختلفة، فأنا من عشاق الموسيقي الشرقية وهي من مفضلاتي، لها وضع كبير في الشرق الأوسط وإفريقيا، ولكن أنا أعشق هذه الموسيقى. فالأغنية المصرية الوحيدة التي أحبها كانت للفنانة الراحلة داليدا هي “حلوة يا بلدي”، فأنا لم أستمع كثيرا للأغنيات المصرية والعربية، ولكن من حبي لتلك الأغنية قمت بكتابة نوتة موسيقية لعزفها على البيانو مع عازف بيانو من الأردن.
*تشتهر الموسيقى التي تقدمها بالرومانسية، مثل “تيتانيك” و”روميو وجولييت” وغيرها، فما قصة الحب والرومانسية؟
**الحب جميل والجمهور وما يشعر بالموسيقي التي تترجم له مايشعر به، ولقد بدأت مبكرا في عزف الموسيقى وتذوقها، وكنت أري دائما أن الموسيقى الرومانسية دائما ما تلمس القلب، لذلك اخترت هذه المقطوعات والتي تبقيني في ذاكرة كل الجمهور، وتعطي لهم ذكريات يريدون أن يتذكرونها دائما.
*وما هي أول مقطوعة موسيقية سمعتها وكيف كان شعورك؟
**لم تكن مقطوعة بعينها، فقد بدأت مع الموسيقى الكلاسيكية، وكان يوجد العديد من المقطوعات، ولكني كنت دائما أتوجه إلى المقطوعات التي أجد فيها فيها متعتي وأن تكون قريبة من شخصيتي.
فقد كنت أحاول أن تكون الموسيقى الخاصة بي لها رسالة، فمنذ أن كان عمري 5 أعوام وكان أبي مدرسا للموسيقى، كان يشعرني بروعة الموسيقى، لذلك شعرت بالحب منذ الصغر، وحتي إن لم يكن لدي حفلة أظل أعمل طوال الوقت فهذا هو شغفي.
*”تيتانيك” تعلق بها الجمهور لسنين طويلة.. فهل يمكن أن تكرر معزوفة او مقطوعة مثلها؟
**أتمني أن أفعل هذا مجددا فالتأثير في الناس وترك رسالة واضحة أشعر به في جميع الحفلات، ويجعلني أشعر بالفخر، وعلى مدار كل الأعوام الماضية أرى الناس يتفاعلون معها بشكل كبير، وأتمنى أن أقدم مقطوعة مثلها مرة أخرى، وإن كان هناك العديد من المقطوعات التي قدمتها أحبها وأقدمها في كل حفلة لي.