سجلت هولندا حادثة إساءة جديدة للقرآن الكريم، مع إقدام زعيم حركة «بيغيدا» المتطرفة إدوين واجنسفيلد على تمزيق نسخة من المصحف الشريف وحرقها، وذلك بعد ثلاثة أيام قليلة من قيام المتطرف السويدي راسموس بالودان بحرق المصحف الشريف قرب استوكهولم، السبت الماضي، وقد أدانت روسيا هذه الحادثة، ودعت إلى إجراءات ضد المتطرفين، في حين اعتبرت الولايات المتحدة الجريمة «مثيرة للاشمئزاز وكريهة».

وشارك زعيم حركة «بيغيدا» المتطرفة في هولندا عبر «تويتر»، أمس الاثنين، مقطعاً مصوراً ينقل فعلته الاستفزازية، التي وقعت أمام مبنى البرلمان في لاهاي.

وحسب ما تداولته وسائل إعلام، فإن الشرطة الهولندية منحته الإذن بهذا الفعل، شريطة ألا يحرق الكتاب المقدس للمسلمين، إلا أنه قام لاحقاً كما ظهر في الفيديو بحرق صفحات المصحف الممزقة.

وظهر في الفيديو أفراد في الشرطة الهولندية يقفون وراء المتطرف اليميني من دون أن يحركوا ساكناً، وهو يقوم بتمزيق صفحات القرآن والدوس عليها.

وتأتي حادثة هولندا، بعد قيام المتطرف السويدي الدنماركي راسموس بالودان بحرق نسخة من القرآن، قرب سفارة تركيا في استوكهولم، وسط حماية مشددة من الشرطة، التي منعت اقتراب أي أحد منه في أثناء ارتكابه فعلته الشنيعة. وأثارت الحادثة غضباً بين أوساط المسلمين، وإدانات من دول عربية وإسلامية، عدتها عملاً استفزازياً لمشاعر مليار ونصف مليار من المسلمين.

احتجاج تركي

وقالت وزارة الخارجية التركية، وفق وكالة «الأناضول» للأنباء، إن أنقرة استدعت السفير الهولندي لديها، الثلاثاء؛ للاحتجاج على الإساءة للمصحف الشريف. وأضافت الخارجية، في بيان: «تم استدعاء السفير الهولندي في أنقرة إلى وزارتنا، ونددنا واحتججنا على هذا العمل البشع والدنيء، وطالبنا هولندا بعدم السماح بمثل هذه الأفعال الاستفزازية».

وجاء في البيان أن «هذا العمل الدنيء الذي وقع هذه المرة في هولندا بعد السويد، والذي يسيء إلى قيمنا المقدسة، ويحتوي على جريمة كراهية، هو إعلان واضح أن الإسلاموفوبيا والتمييز وكراهية الأجانب لا تعرف حدوداً في أوروبا».

إدانة روسية

في سياق متصل، أدانت روسيا قيام أحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف في العاصمة السويدية استوكهولم. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان على موقعها، إدانة ورفض موسكو حرق القرآن الكريم، من قبل المتطرفين في استوكهولم بحجة حرية التعبير، داعية إلى اتخاذ إجراءات ضد المتطرفين.

وقال غينادي أسكالدوفيتش، الممثل الخاص لوزارة الخارجية الروسية للتعاون في احترام الحق في حرية الدين: «ندين ونرفض مثل هذه الأعمال الإجرامية، وندعو إلى اتخاذ إجراءات ضد المتطرفين».

ومن جهتها، أدانت الإدارة الدينية لمسلمي روسيا، في بيان لها، حرق نسخة القرآن في السويد، واصفة هذا العمل بأنه استفزازي وتخريبي، ودعت المسلمين إلى إظهار الحكمة، وعدم الانسياق وراء التحريض على الفتنة العرقية.

واشنطن: شيء بغيض

بدورها، علقت الولايات المتحدة لأول مرة على واقعة حرق نسخة من المصحف في السويد، مشيرة إلى «انعكاسات سياسية محتملة» للحدث.

وقال نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية للصحفيين، إن «حرق كتب تعدّ مقدسة للكثيرين هو عمل مهين للغاية». وأضاف، «إنه أمر بغيض»، واصفاً الحادث أيضاً بأنه «مثير للاشمئزاز وكريه».

ولدى سؤاله من قبل الصحفيين عن سبب عدم إدانته لحرق القرآن، قال برايس: «بالتأكيد لا أمتنع عن إدانة هذا، هذا العمل بالذات، كما قلت من قبل. إنه أمر بغيض. إنه شيء حقير».


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version