رفض أعضاء من مجلسي النواب والدولة الليبيين تحميلهما مسؤولية ما تمر به ليبيا من أزمات وانسداد سياسي، في وقت قال مصدر من مجلس الدولة، إن رئيس المجلس، خالد المشري، يُخطط لتمكين شخصية محسوبة على تيار الإسلام السياسي من رئاسة المفوضية العليا للانتخابات بدلاً من عماد السائح، فيما شدد المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبدالله باتيلي،على ضرورة توحيد الجهود على المستويين الإقليمي والدولي لتحقيق التسوية الضرورية والمطلوبة لإجراء الانتخابات عام 2023، ووضع ليبيا على طريق الاستقرار والسلام المستدامين.

وبحث اجتماع مشترك لمجلسي النواب والدولة، أمس الأربعاء، بمشاركة النائب الأول لرئيس مجلس النواب فوزي النويري، والنائب الأول لرئيس مجلس الدولة ناجي مختار، مستجدات الوضع السياسي، وكيفية الخروج من الانسداد الذي جمد العملية السياسية في ظل تسارع أحداث دولية لها تأثيرات على الوضع في ليبيا.

وبحسب بيان عقب الاجتماع، اتفق الحاضرون على أن المرحلة التي يمر بها الوطن مرحلة مفصلية وتحتم أن يعمل مجلسا النواب والدولة كمؤسستين مع كافة الأطراف الفاعلة على اتساع البلاد، سياسياً واجتماعياً وأمنياً، وأن تتحمل جميعها مسؤوليتها الوطنية والتاريخية، مردفاً «ما تمر به بلادنا لا يمكن تحميل المسؤولية فيه للمجلسين فقط، لأن المسؤولية تضامنية وتشمل كافة المؤسسات والأطراف الفاعلة في المشهد الليبي».

وأكد البيان أن المرحلة الحالية تتطلب شراكة وطنية، ولا يمكن لأي طرف الانفراد بالقرار السياسي أو الاقتصادي أو الأمني، وأن العمل يجب أن يتم من خلال مؤسسات وليس من قبل جهات أو أفراد قد تختلف طموحاتهم مع متطلبات المصلحة العليا للوطن.

وأهاب المجلسان بجميع القوى الوطنية للعمل معاً لجعل الهدف هو الوصول لتوحيد مؤسسات الدولة وتحقيق الاستقرار خلال هذا العام، والوصول إلى انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة.

ودعا البيان الأمم المتحدة باعتبارها الداعم للعملية السياسية في ليبيا أن تمارس دورها بإيقاف التدخلات الإقليمية والدولية التي أربكت العملية السياسية في ليبيا، وأن تدعم الحلول الليبية – الليبية.

وأشار البيان إلى استمرار لقاءات أعضاء المجلسين والتوسع فيها حتى يتم صياغة خريطة طريق محددة بإطار زمني لتحقيق الهدف المنشود.

من جهة أخرى، قال مصدر من مجلس الدولة، إن رئيس المجلس، خالد المشري، يُخطط لتمكين شخصية محسوبة على تيار الإسلام السياسي من رئاسة المفوضية العليا للانتخابات بدلاً من عماد السائح.

ولفت المصدر في تصريحات لوكالة «ليبيا برس» إلى أن المشري يسعى لفرض سيطرة تيار الإسلام السياسي على الانتخابات وعزل خصومهم كما حدث في انتخابات المؤتمر الوطني سنة 2012، مؤكداً حديث المشري خلال الاجتماع بلجنة المناصب السيادية بمجلس الدولة عن منصب رئيس مفوضية الانتخابات تحديداً.

وأضاف المصدر أن المشري اقترح اختيار شخص بعينه لتصديق مجلس النواب عليه، بدلاً من إرسال قائمة بها 11 اسماً مُقترحاً، لافتاً إلى أن أغلب من حضروا الاجتماع رفضوا مقترح المشري.

إلى ذلك، شدد المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبدالله باتيلي على ضرورة توحيد الجهود على المستويين الإقليمي والدولي لتحقيق التسوية الضرورية والمطلوبة لإجراء الانتخابات عام 2023، ووضع ليبيا على طريق الاستقرار والسلام المستدامين.

جاء ذلك خلال لقائه وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، أمس الأول الثلاثاء بالجزائر العاصمة تناول خلاله الأزمة الليبية والسبل الكفيلة للخروج منها، مؤكداً في تغريدة عبر «تويتر» أهمية استمرار دعم الجزائر لجهود الأمم المتحدة في هذا الشأن، باعتبارها واحدة من دول الجوار، وعضواً في الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version