شددت السفيرة لانا زكي نسيبة، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، على الحاجة إلى التهدئة والحوار بين الفلسطينيين وإسرائيل، وقالت للصحافة، عقب انتهاء مشاورات مجلس الأمن بشأن أحداث جنين فجر أمس السبت، إنه «لا يمكننا العيش في منطقة الصراع فيها مستمر.. وعلينا إيجاد السبيل للمضي قدماً»، مؤكدة أن «فقدان الأمل في حل الدولتين ليس خياراً».
تسابق الدعوات العربية والدولية الزمن لاحتواء الموقف بين إسرائيل والفلسطينيين، في ظل تصاعد وتيرة التصعيد التي تفجرت بعد العملية العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين بالضفة واستهداف كنيس يهودي على أطراف القدس، فيما قال الجيش الإسرائيلي، إنه سيعزز قواته في الضفة الغربية، وذلك إثر إطلاق نار آخر أدى إلى إصابة اثنين في المدينة أمس السبت، بينما ذكر إعلام عبري عن توجه قيد المناقشة لتوزيع السلاح على المستوطنين للتصدي للعمليات الفلسطينية.
وحذرت وزارة الخارجية السعودية، من مآلات تدهور الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومن مخاطر التصعيد.
وأوضحت الوزارة، في بيان أمس، أن المملكة العربية السعودية، تدين جميع أنواع العنف الذي يستهدف حياة المدنيين، وأكدت ضرورة وقف التصعيد من كلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والسعي إلى إنهاء التصعيد، وإيجاد حلول عادلة تقتضي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
إدانة العنف والإرهاب
وأكدت سلطنة عُمان موقفها الثابت في رفض وإدانة جميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف المدنيين وتزعزع الأمن والاستقرار. ودعت السلطنة المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته نحو وقف التصعيد الخطير الذي تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي ذهب ضحيته مدنيون فلسطينيون وإسرائيليون، آخره الهجوم الذي استهدف مدنيين في كنيس يهودي بالقدس الشرقية.
وأعربت مصر عن رفضها التام واستنكارها الشديد للهجوم الذي شهدته القدس الشرقية وأودى بحياة عدد من الأشخاص وإصابة آخرين، مؤكدةً إدانتها لكافة العمليات التي تستهدف المدنيين. وحذرت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، من المخاطر الشديدة للتصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وطالبت بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، ووقف الاعتداءات والإجراءات الاستفزازية، لتجنب الانزلاق إلى حلقة مفرغة من العنف الذي يزيد الوضع السياسي والإنساني تأزماً، ويقوض جهود التهدئة وكافة فرص إعادة إحياء عملية السلام.
قلق في أوروبا وروسيا
وعلى الصعيد الدولي، دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إسرائيل إلى عدم اللجوء إلى استخدام القوة المميتة إلا «كملاذ أخير»، مندداً «بشدة» بهجومين نفذهما فلسطينيان في القدس.
وقال بوريل في بيان: «إن الاتحاد الأوروبي يدرك تماماً مخاوف إسرائيل الأمنية المشروعة، لكن ينبغي التأكيد أنه لا ينبغي استخدام القوة المميتة إلا كملاذ أخير، عندما يكون لا مفر منها لحماية الأرواح». وأضاف «أن الاتحاد الأوروبي قلق جداً من تصاعد التوترات في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. ندعو الطرفين إلى بذل قصارى جهدهما لوقف التصعيد وإعادة إطلاق التنسيق على المستوى الأمني وهو أمر ضروري لمنع نشوب مزيد من أعمال العنف».
من جهتها، قالت الخارجية الروسية، إن موسكو تلقت بقلق عميق وبالغ تصاعد توتر الموقف في منطقة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. وشددت الوزارة، على أن روسيا تدعو إلى استئناف الحوار الفلسطيني- الإسرائيلي البناء، وإلى التخلي عن الإجراءات أحادية الجانب. وقالت الوزارة «ننظر بقلق عميق لتطور الأحداث بهذا الشكل. وندعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ومنع تصعيد التوتر».
تأهب وإجراءات أمنية
وأصيب إسرائيليان بجروح صباح أمس السبت بإطلاق نار في القدس الشرقية، قالت السلطات الإسرائيلية إن فتى فلسطينياً في الثالثة عشرة من عمره نفذه قبل أن يتم اعتقاله، ونوهت القناة الإسرائيلية الرسمية «كان»، بأن الفتى يتم الآن استجوابه من قبل الشاباك، بينما رفعت الشرطة الإسرائيلية حالة تأهبها، وجرى إلغاء إجازات عناصر الشرطة في منطقة القدس ومناطق أخرى، وذلك قبيل اجتماع أمني للحكومة، مساء أمس، لبحث اتخاذ تدابير ضد الفلسطينيين. وبموازاة ذلك، أفادت وسائل إعلام عبرية، أمس، بأن إسرائيل بصدد توزيع الآلاف من قطع الأسلحة على المستوطنين في الضفة الغربية بما في ذلك القدس، لتعزيز التصدي لمنفذي العمليات الفلسطينية، بينما اقتحمت الشرطة الإسرائيلية فجر أمس منزل خيري علقم منفذ هجوم القدس الشرقية، واعتقلت 15 شاباً كانوا داخل المنزل بمنطقة رأس العمود في بلدة سلوان. (وكالات)