تجمع أكثر من مليون شخص بحسب السلطات، أمس الأربعاء، في كينشاسا للمشاركة في قداس ضخم أقامه البابا فرنسيس في ثاني أيام زيارته لجمهورية الكونغو الديمقراطية.

ووصل الكثير من المؤمنين منذ مساء الثلاثاء، إلى مدرج مطار ندولو في شرقي العاصمة، حيث أمضوا الليل قبل القداس الذي أقيم في الهواء الطلق وترأسه البابا. ووصل الحبر الأعظم في السيارة البابوية وحيا الحشود التي استقبلته ملوحة بالأعلام ومؤدية أناشيد تقليدية في أجواء حماسية للغاية تحت شمس ساطعة ووسط انتشار أمني كبير.

وقال أدريان لوكا الذي وصل قبيل الفجر: «عندما زار البابا يوحنا بولس الثاني مرة أولى كنت في الخامسة عشرة والآن وقد أصبحت في الخامسة والخمسين، من المهم جداً بالنسبة لي أن أحضر القداس».

وأضاف وهو يرتدي قميصاً ملوناً يحمل شعار زيارة البابا: «نسعى إلى المصالحة في بلدنا الذي يعاني مشاكل كثيرة وسيوجه البابا رسالة لكي تتركنا الدول المحيطة بنا لشأننا».

ودعا البابا فرنسيس، خلال القداس، إلى إنهاء العنف في القارة الإفريقية. وقال البابا، باللغة المحلية: «أيها الأخوة والأخوات، فليحل عليكم السلام»، قبل أن يدعو الحشود التي تجمعت منذ الفجر في مطار ندولو العسكري إلى «التعاون مع الجميع، وكسر دائرة العنف وتحطيم مؤامرات الكراهية». وتمثل إقامة قداس أحد أبرز معالم زيارة البابا في جولته الحالية التي تشمل الكونغو، وجنوب السودان، والتي تستمر ستة أيام. ومن المقرر أن يتوجه البابا إلى جنوب السودان يوم الجمعة المقبل. ولطالما شهد البلدان نزاعات وهجمات دموية على مدار العقود الأخيرة. وشدد الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي في وقت سابق على نفس رسالة السلام؛ حيث أشار إلى أن العالم أخفق في وقف «أعداء السلام».

وفي خطاب ألقاه بالإيطالية أمام مسؤولين ودبلوماسيين في القصر الرئاسي بكنشاسا، قال البابا: «توقفوا عن خنق إفريقيا، إنها ليست للاستغلال، ولا هي أرض للخراب والنهب. لتبن إفريقيا مصيرها». ولقى هذا النداء صدى خصوصاً في جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تتمتع بثروة هائلة وتربة خصبة، حيث يعيش ثلثا سكانها البالغ عددهم نحو 100 مليون نسمة على أقل من 2,15 دولار في اليوم.

والتقى البابا بعد ظهر أمس الأربعاء، ضحايا أعمال عنف في شرقي البلاد في ما يشكل محطة بارزة في زيارته. وكان يفترض أن يزور البابا أيضاً غوما في إقليم شمال كيفو الكونغولي الواقع عند الحدود مع رواندا والذي يشهد عنفاً كبيراً وعودة بروز مجموعة أم23 المسلحة التي سيطرت في الأشهر الأخيرة على مساحات كبيرة.(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version