تعهدت حكومتا المغرب وإسبانيا بالعمل على تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين البلدين، في إشارة إلى وضع حد لأعوام من الخلافات التي هددت بتقويض الأمن والطاقة.

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء، أن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أعلن في ختام زيارته للرباط، التي استمرت ليومين، عن توقيع أكثر من 20 اتفاقاً بين الجانبين، بما يشمل خط ائتمان بقيمة 800 مليون يورو، لتعزيز الاستثمار في المغرب.

وقال سانشيز، للصحفيين، وقد وقف بجانبه نظيره المغربي عزيز أخنوش: «تستدعي الحرب في أوكرانيا، والاضطرابات في عدة مناطق بالشمال، مسؤوليتنا المشتركة للدفاع عن نظام عالمي يستند إلى القواعد».

يذكر أن هذه هي أول قمة مغربية – إسبانية، تعقد منذ ثمانية أعوام، وتمثل أحدث دلالة على تحسن العلاقات بين الدولتين، كما أنها تأتي في الوقت الذي تحاول فيه دول في أنحاء متفرقة من أوروبا الفوز بحلفاء في شمال إفريقيا لتعزيز إمدادات الطاقة والأمن على خلفية تداعيات الحرب في أوكرانيا.

واعتبر أخنوش، أن زيارة سانشيز، إلى الرباط تمثل مرحلة مفصلية في تنزيل التصور الجديد للعلاقات بين البلدين.

وأضاف أن هذا الموعد يعزز انخراط المملكة المغربية والمملكة الإسبانية في مسار متجدد للتعاون الثنائي يستجيب للإرادة القوية للعاهلين الملك محمد السادس والملك فيليب السادس.

وأكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، أن الهدف من هذه المرحلة الجديدة هو تعزيز العلاقات بين إسبانيا والمغرب على أسس أكثر صلابة، تتمحور حول الاحترام والمنفعة المتبادلة والتواصل المستمر.

وقال: «لدينا مجموعات عمل حول كل نقطة من النقاط المدرجة في خارطة الطريق، والتي عقدت اجتماعاتها قصد إحراز تقدم في جميع الجوانب».

وناقشت القمة ملف التعاون في مكافحة الهجرة غير النظامية. ويعد الملف الأخير استراتيجياً في علاقات البلدين؛ إذ تراجع تدفق المهاجرين غير النظاميين على إسبانيا بنسبة 25 في المئة في عام 2022، وفق أرقام رسمية إسبانية، بفضل استئناف التعاون الأمني بين البلدين في هذا المجال. وتعد الرباط أيضاً حليفاً لمدريد في مكافحة الإرهاب، وسيكون هذا الموضوع حاضراً أيضاً ضمن جدول أعمال القمة.

وكان سانشيز، وصل إلى المغرب، أمس الأول الأربعاء، على رأس وفد كبير للمشاركة في اجتماع وزاري ثنائي رفيع المستوى تكريساً لآلية «الشراكة الاستراتيجية» بين المغرب وإسبانيا، بحسب ما أوردته وكالة أنباء المغرب العربي.

وأشاد الملك محمد السادس في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسباني قبيل وصوله إلى الرباط ب«المرحلة الجديدة للشراكة الثنائية» بين الجارين، حسبما أورد بيان للديوان الملكي.

ودعا العاهل المغربي رئيس الحكومة الإسبانية لزيارة المملكة مجدداً «في زيارة رسمية في أقرب الآجال»، من أجل «تعزيز العلاقات الثنائية بمشاريع فعلية في مختلف المجالات».

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version