(رويترز)
عندما يلتقي وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بنظيره الصيني في بكين، الأسبوع المقبل، سيكون هناك الكثير من المسائل المختلف عليها، بداية من تايوان إلى صناعة الرقائق والتجارة، لكنهما سيحاولان الإجابة عن السؤال نفسه وهو: كيف يمكن لأكبر اقتصادين في العالم تجنب حرب باردة جديدة؟
توترت العلاقات بين القوتين خلال السنوات القليلة الماضية وتدهورت إلى أدنى مستوياتها منذ عقود في أغسطس/ آب الماضي، عندما زارت رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك، نانسي بيلوسي تايوان، ما دفع الصين إلى إجراء مناورات عسكرية لم يسبق لها مثيل بالقرب من الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي.
ومنذ ذلك الحين، قالت إدارة الرئيس جو بايدن، إنها تأمل في بناء «أرضية للعلاقة» وضمان ألا يتحول التنافس إلى صراع. والتقى بايدن بالرئيس الصيني شي جين بينغ، في نوفمبر/ تشرين الثاني، مع وضع هذا الهدف في الاعتبار وتعهد الزعيمان بمزيد من التواصل.
ومما يزيد الأمور تعقيداً، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أمس الخميس، إن ما يشتبه أنه بالون تجسس صيني كان يحلق فوق الولايات المتحدة لبضعة أيام، مضيفة أن واشنطن تتعقبه منذ دخوله المجال الجوي الأمريكي.
ولم يتضح بعد كيف سيؤثر هذا الحادث في زيارة بلينكن، التي من المتوقع أن يلتقي خلالها بوزير الخارجية الصيني، تشين قانغ وربما شي.
ومن النقاط الرئيسية الأخرى هي الإجراءات التنظيمية الصارمة المكثفة التي تستهدف الصين، ومنها ضوابط تصدير يمكن أن تعرقل صناعة تصنيع الرقائق.
وفي ظل اتفاقية جديدة مع الفلبين لمنح الولايات المتحدة حق استخدام المزيد من القواعد العسكرية والزيارة المحتملة لرئيس مجلس النواب الجديد كيفن مكارثي لتايوان، يرى محللون أن المهمة الرئيسية لبلينكن خلال الاجتماعات، التي تعقد في الخامس والسادس من هذا الشهر، هي ضمان أن يتمكن كلا البلدين من تجنب الأزمة.

  • البحث عن الاستقرار

الصين حريصة أيضاً على استقرار العلاقات مع واشنطن حتى تتمكن من التركيز على اقتصادها، الذي تضرر من سياسة صفر كوفيد الصارمة التي تخلت عنها الآن، إلى جانب عزوف المستثمرين الأجانب الذين يساورهم القلق مما يرون أنه عودة لتدخل الدولة في السوق.
وفي الأشهر الماضية، التقى شي بزعماء دول، سعياً لإعادة العلاقات وتسوية الخلافات، مثل أستراليا التي ستستأنف صادرات الفحم إلى الصين بعد توقف دام ثلاث سنوات.
وتبنت وسائل إعلام رسمية صينية نبرة تصالحية قبل زيارة بلينكن. وجاء في صحيفة الشعب اليومية، وهي الصحيفة الرسمية للحزب الشيوعي الحاكم، أن من المستحيل فصل البلدين ويجب عليهما «تعزيز التعاون لدفع التنمية والعلاقات الثنائية».
وعلى الرغم من هذا الخطاب، قال محللون إن تصرفات الصين، خاصة نشاطها العسكري حول تايوان وفي بحر الصين الجنوبي، لم تهدأ.
وستكون زيارة بلينكن إلى الصين هي الأولى لوزير خارجية أمريكي منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2018 عندما التقى مايك بومبيو، في إدارة دونالد ترامب، بوزير الخارجية آنذاك وانغ يي في بكين، حيث تبادلا تصريحات حادة وسط الحرب التجارية المتفاقمة.
وتنخفض التوقعات من الزيارة. وفي حين أن بلينكن سيطرح مخاوف الولايات المتحدة مثل الشراكة «بلا حدود» بين الصين وروسيا، والتي أعلنتها الدولتان قبل أسابيع من غزو موسكو لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022، فمن غير المحتمل حدوث تقدم في هذه المسألة أو غيرها من القضايا الرئيسية مثل تايوان والتجارة وحقوق الإنسان.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version