كييف: (أ ف ب)
أدت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا إلى الحد بشكل كبير من الفساد في كييف، وإلى تغيير في الذهنية «لا رجعة فيه» في هذا البلد، بحسب ما اعتبر رئيس وكالة أوكرانية لمكافحة الفساد، مشدداً على أن الفضائح الأخيرة تؤكد هذا التوجّه.
وقال رئيس الوكالة الوطنية لمنع الفساد أولكسندر نوفيكوف، في مقابلة أجرتها معه وكالة «فرانس برس»: «خلال الأشهر الأولى من الحرب، لاحظنا أنه لم يعد هناك فساد عملياً»، متحدثاً بعد سلسلة من عمليات الدهم التي استهدفت شخصيات وإدارات في أوكرانيا.
لكن المدعي السابق الذي يترأس الهيئة منذ ثلاث سنوات، أضاف أنه بعد صدمة النزاع الأولى «عاد البعض إلى الممارسات القديمة».
ودهمت السلطات الأوكرانية، الأربعاء، منزل الملياردير إيغور كولومويسكي في قضية اختلاس أموال على ارتباط بشركات نفطية، ووزير الداخلية السابق أرسين أفاكوف ودائرة الضرائب الأوكرانية، فيما عُلّقت مهام إدارة الجمارك.
وزار محققون، مسؤولين في وزارة الدفاع، وذلك بعد أسبوع من إقالة مجموعة من كبار المسؤولين في قضية فساد تتعلق بإمدادات الجيش، كانت أول فضيحة كبرى منذ الأزمة الروسية الأوكرانية قبل نحو عام.
وفي وقت تعوّل أوكرانيا على الدعم الأوروبي والأمريكي في تصديها لروسيا وتستضيف، الجمعة، قمة مع الاتحاد الأوروبي، الذي جعل من مكافحة الفساد شرطاً لانضمام كييف إلى التكتل، فهي تسعى بتحركها ضد الفساد إلى طمأنة حلفائها بشأن مخاطر تحويل وجهة المساعدات.
وأشادت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، الخميس، في كييف بالجهود المبذولة مؤخراً في هذا المجال وبتحرّك السلطات «السريع».
واعتبر نوفيكوف، أن هذه التطورات الأخيرة تثبت أن «أوكرانيا تكافح الفساد». ولفت إلى أن «مستوى الفساد تراجع بشكل كبير في السنوات الأخيرة».
وعلق نوفيكوف بارتياح: «حصل تغيير هائل في الوعي العام»، مبرراً هذا التطور بالتضامن غير المسبوق الذي يبديه الأوكرانيون منذ بدء الحرب، وبزيادة ثقتهم بالسلطات بصورة غير مسبوقة خلال الفترة الراهنة. وقال: «حين تثقون في الدولة وتعتبرونها دولتكم، لا تعودوا تتقبّلون أي مخالفة من جانبها».
وأفاد نوفيكوف، بأن خسائر أوكرانيا المالية الناتجة عن الفساد قدرت بنحو 7 مليارات يورو عام 2020، موضحا أن غالبية هذه الخسائر كانت على صلة بقطاعي الضرائب والجمارك، ومنذ ذلك الحين لم يحصل أي تغيير كبير.
وحض الحكومة على أن تفرض مجدداً نشر بيانات الدخل لمسؤولي الدولة على الإنترنت، مع استخدام نظام استدراجات العروض الإلكترونية لشراء الإمدادات غير العسكرية للجيش.
ورأى نوفيكوف أنه «يجب معاودة اعتماد هذه الأدوات، وعندها فقط سيكون شركاؤنا واثقون في أن مساعدتهم تستخدم بصورة صحيحة».