أكّدت روسيا، أمس الثلاثاء، أن قواتها تتقدم باتجاه مدينتَي باخموت وفوغليدار الاستراتيجيتين في منطقة دونيتسك، بشرق أوكرانيا، مشددة على أن هجومها يتقدم «بنجاح»، فيما تناشد كييف الغرب مضاعفة مساعداته العسكرية وتسريعها، بينما تواجه القوات الأوكرانية صعوبات إضافية مع توقع شنها هجوماً ساحقاً في الأيام المقبلة للسيطرة التامة على إقليم دونباس.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو «المعارك راهناً تتقدم بنجاح في منطقتَي» فوغليدار وباخموت. وقال إن شحنات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا تدفع حلف شمال الأطلسي فعلياً إلى الصراع، محذراً من أن ذلك قد يؤدي إلى مستوى «لا يمكن التنبؤ به» من التصعيد.

وذكر شويغو، في مؤتمر عبر الهاتف مع مسؤولين من الجيش «الولايات المتحدة وحلفاؤها يحاولون إطالة أمد الصراع لأكبر فترة ممكنة». وأضاف «حتى يفعلوا ذلك، بدأوا بتوفير أسلحة هجومية ثقيلة، وحث أوكرانيا علانية على الاستيلاء على أراضينا. في الواقع، مثل هذه الخطوات تجر دول حلف شمال الأطلسي إلى الصراع، ويمكن أن تؤدي إلى مستوى لا يمكن التنبؤ به من التصعيد».

وبعد أشهر من القتال الكثيف، أصبحت المعركة من أجل باخموت أطول معركة في الحرب التي بدأت قبل عام تقريباً.

وسيوفر الاستيلاء عليها بوابة للقوات الروسية لمواصلة تقدمها إلى دونيتسك التي تصمّم موسكو على الاستيلاء عليها كأولوية عسكرية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، القضاء على نحو 300 جندي أوكراني خلال، أمس الأول الاثنين، إضافة إلى تدمير مستودعات أسلحة، وإسقاط 9 طائرات مسيرة. وقالت الوزارة، في بيان أمس الثلاثاء، إن الطيران الروسي قصف مراكز تجمع القوات الأوكرانية وانتشار الآليات العسكرية في مناطق بمقاطعة خاركوف ما أدى إلى مقتل أكثر من 50 جندياً، وتدمير عدد من الآليات وكذلك مدفعية.

وكشفت القوات الأوكرانية عن تعرض العشرات من مواقعها في الجبهة الشرقية لقصف عنيف من القوات الروسية التي تستعد ل«شن أكبر هجوم منذ الأسابيع الأولى من بدء الحرب»، بحسب مسؤولين أوكرانيين.

وقالت هيئة الأركان الأوكرانية، المسؤولة عن الاستراتيجية العسكرية، في تحديثها اليومي، إن الروس أطلقوا النار على نحوعشرين بلدة وقرية حول باخموت، المدينة المدمرة والتي أصبحت النقطة المحورية لحملة موسكو للاستيلاء على كل منطقة دونباس بالشرق.

ومثلما استخدمت روسيا ميزتها الساحقة في المدفعية في وقت مبكر من الحرب لتحقيق مكاسب في شرق أوكرانيا، نقلت «نيويورك تايمز»، أن الكرملين ينشر عشرات الآلاف من الجنود الذين تم حشدهم حديثاً، في مجموعات صغيرة، للبحث عن نقاط الضعف في الخطوط الدفاعية الأوكرانية، ما أجبر كييف على توسيع قواتها لمواجهة التهديد.

كما أفادت الصحيفة الأمريكية بأن القوات الأوكرانية تعاني من خسائر فادحة في صفوفها، على جبهة دونباس، فضلاً عن تذمر الجنود من نقص الأسلحة والذخائر. ووفقاً للصحيفة، فإن أحد المستشفيات الواقعة في الخطوط الأمامية لإقليم دونباس، في المنطقة الخاضعة لسيطرة القوات الأوكرانية، مملوءة بمئات الجرحى، وجثامين الجنود الأوكرانيين.

ونشرت الصحيفة، نقلاً عن العديد من الجنود، والأطباء العسكريين الأوكرانيين، تذمرهم من صعوبة الأوضاع، وظروف العمل القاسية، ونقص الأسلحة والذخائر، وشح المعدات الطبية، ونقص الكادر البشري المناوب، وعدم اكتراث الحكومة الأوكرانية لمعاناتهم.

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version