تواصلت عمليات الإنقاذ في تركيا وسوريا، أمس الخميس، في أجواء البرد الشديد، بحثاً عن ناجين تحت الأنقاض، مع تضاؤل فرص إنقاذهم، بعد مرور أربعة أيام على الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 21 ألف شخص، وسط تحذيرات رسمية من أن العدد سيرتفع، فيما تتكدس مئات الجثث في الشوارع ومواقف السيارات وباحات المستشفيات في بعض المدن التركية.

ورغم أن الأمل يتضاءل كلما مرّ الوقت، لا يزال عمال الإنقاذ يعثرون على القليل من الناجين تحت الأنقاض، حيث يعمل رجال الإنقاذ في سباق مع الزمن لانتشال ناجين محتملين محاصرين تحت أنقاض آلاف المباني التي انهارت بفعل الزلزال.

5 درجات تحت الصفر

وفي تركيا، أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ في وقت سابق أن عدد وفيات الزلزال ارتفع إلى أكثر من 16,170 قتيلاً، فيما ذكر المرصد السوري أن حصيلة ضحايا الزلزال في سوريا ارتفعت إلى نحو 3600 قتيل. كما أصيب أكثر من 65 ألف شخص بجروح في تركيا، وأكثر من 6000 في سوريا، جراء الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة. وقد دُمرت آلاف المنازل على جانبي الحدود، ويواصل عناصر الإنقاذ جهودهم للبحث عن ناجين تحت الأنقاض، رغم مرور أربعة أيام منذ بداية البحث عن ناجين. وفي أديامان، حاصر الزلزال مراهقين ورفاقهم في فندقهم المنهار تماماً بعدما أتوا من «جمهورية شمال قبرص التركية»، للمشاركة في بطولة الكرة الطائرة. ووفق «وزير التربية» في «جمهورية شمال قبرص التركية» ناظم جاويش أوغلو الذي زار موقع الفندق، عُثر على مدرّس وثلاثة أهالي على قيد الحياة مساء الأربعاء. وقال «مازال 33 شخصاً عالقون». وجعل البرد القارس من ظروف العيش للناجين لا تُحتمل. في مدينة غازي عنتاب، هبطت درجات الحرارة في ساعة مبكرة من صباح، أمس الخميس إلى -5 مئوية.

جثث مكدسة

ومنذ وقوع الزلزال، اعتقلت الشرطة التركية حوالي 12 شخصاً بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تنتقد طريقة تعامل الحكومة مع الكارثة. وقد تعذر فتح موقع تويتر لخدمات الهاتف المحمول التركية ليل الأربعاء الخميس قبل أن تعود الخدمة، على خلفية هذه الانتقادات.

وفي مرآب المستشفى الرئيسي في أنطاكية تمر رانيا زعبوبي بين الجثث الممددة على الأسفلت. وفي الظلام والبرد، تفتح أكياس الجثث الواحد تلو الآخر بحثاً عن عمها الذي فُقد في الزلزال القوي. وقالت بصوت مضطرب «وجدنا عمتي لكن ليس عمي». وفقدت هذه اللاجئة السورية ذات الحجاب الأسود ثمانية من أفراد عائلتها في هذه المأساة. ويقوم ناجون آخرون بفحص الجثث المصفوفة، ويبدو أحياناً أنهم على وشك أن يغمى عليهم. وإزاء حجم الكارثة، لم يعد هناك مساحة متبقية في موقف السيارات الشاسع، فوضعت سبع جثث عند أسفل حاوية تطفح بالنفايات. وعلى مسافة ثلاثين متراً، لا يزال المستشفى الضخم من الإسمنت والزجاج قائماً غير أن التصدعات الضخمة التي يمكن رؤيتها رغم عتمة الليل على أحد جوانب المبنى دفعت السلطات لإخلائه. كما طالت الأضرار داخل المستشفى، ما جعل من المستحيل استقبال مصابين أو قتلى فيه.

قتلى مجهولو الهوية

ويتم نقل الجرحى إلى الخيم الحمراء والبيضاء الموزعة على ثلاث مجموعات من ألوان مختلفة طبقاً لخطورة الإصابات. ونقل العديد من الجرحى في مروحيات إلى مستشفيات قاومت الهزات، ولا سيما في أضنة. أما القتلى، فينتهي بهم الأمر على الأسفلت. وحين سئل إيتشان قيصريلي القادم من أنقرة عن عدد الذين نقلوا إلى هناك منذ الاثنين، أجاب «ربما 400، وربما 600». ويقوم المتطوع الذي لم ينم منذ يومين بمساعدة العائلات على البحث عن قتلاها وتقديم الدعم النفسي الضروري لها. وقال إيتشان قيصريلي إن «حوالي 70 بالمئة من الجثث هنا مجهولة الهوية». إذا لم يحضر أقرباء لتسلم الجثث في غضون 24 ساعة، يتم وضعها في الشاحنة لنقلها إلى مقابر جماعية. وأوضح المتطوع «يمكن وضع خمسين جثة في الداخل» مضيفاً «يمكننا وضع عدد أكبر، لكننا لا نريد أن نكدّسها».(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version