أفادت مصادر روسية وأوكرانية وبريطانية متطابقة، بأن معارك عنيفة تدور منذ ساعات في محيط مدينة باخموت، ووصف مسؤول روسي أن جولة القتال أشبه ب«مفرمة لحم»، في إشارة إلى شدة المعارك، وقال مسؤول إنه لا يوجد متر مربع واحد آمن أو بعيد عن مرمى النيران الروسية، في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أسقطت طائرة «ميغ-29» ومروحية «مي-8» أوكرانيتين في أجواء دونيتسك، وقتلت نحو 230 جندياً أوكرانياً على عدة محاور خلال يوم الاثنين.
وأفاد الزعيم الانفصالي في دونتسيك دينيس بوشيلين باندلاع معارك عنيفة في الجزء الجنوبي الشرقي من مدينة أوغليدار وفي الضواحي الشمالي لمدينة أرتيموفسك. وقال بوشيلين، أمس الثلاثاء، «اتجاه أوغليدار… نرى اندلاع أعمال قتالية في الجزء الجنوبي الشرقي من مدينة أوغليدار. الوضع هنا صعب للغاية، وتجري معارك عنيفة جداً، لكن مع ذلك فإننا نرى نجاحات معينة».
وفي حديثه بشأن الوضع حول مدينة باخموت، قال بوشيلين إن بسط السيطرة على قرية باراسكوفييفكا الواقعة في الضواحي الشمالية لأرتيموفسك سيسمح بإغلاق الطريق المؤدي إلى مدينة تشاسوف يار والتي تعد آخر طريق إمداد للقوات الأوكرانية.
وأضاف أن احتمال الانسحاب الطوعي للقوات الأوكرانية من مدينة أرتيموفسك غير موجود. وقال رئيس مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين، أمس، إن مدينة باخموت لن تسقط قريباً رغم التقدم الروسي الأخير. وكتب مكتبه الإعلامي على قناته في تلغرام «لن نحتفل في أي وقت قريب» بسقوط المدينة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بريغوجين قوله: «لن يتم الاستيلاء على باخموت (الأربعاء)، لأن هناك مقاومة قوية، وقصفاً مستمراً، مفرمة اللحم تعمل»، في إشارة إلى الخسائر الفادحة في ساحة المعركة.
وتقود مجموعة «فاغنر» الهجوم على باخموت منذ الصيف وسيطرت أخيراً على سلسلة من البلدات القريبة في محاولة لتطويق المدينة.
وأكد بريغوجين أن القوات الأوكرانية تعزز صفوفها وترسل باستمرار جنود احتياط إضافيين «كل يوم، يصل 300 إلى 500 مقاتل إلى باخموت من كل مكان، نيران المدفعية تتكثف يومياً».
وقال مسؤولون عسكريون أوكرانيون، إن قوات الدفاع الأوكرانية الصامدة منذ شهور في المدينة الواقعة شرق البلاد، تتصدى لهجمات برية جديدة في ظل قصف عنيف.
وقال الجيش الأوكراني في وقت مبكر أمس الثلاثاء، إن قواته صدت على مدار الأربع والعشرين ساعة الماضية هجمات روسية في أحد التجمعات السكنية بمنطقة خاركيف، ونحو خمسة تجمعات في منطقة لوغانسك، وستة في دونيتسك، بما في ذلك مدينة باخموت.
وقال حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو، للإذاعة الوطنية الأوكرانية في وقت متأخر الاثنين: «لا يوجد متر مربع واحد في باخموت آمن أو بعيد عن مرمى نيران روسيا أو طائراتها المسيرة».
ودمّرت مدينة باخموت التي كان عدد سكانها 70 ألف نسمة قبل الحرب، إلى حد كبير خلال القتال المتواصل منذ أكثر من ستة أشهر مخلفاً خسائر بشرية فادحة لدى الجانبين. ورغم أن أهميتها الاستراتيجية موضع تباين، باتت المدينة رمزاً للصراع بين موسكو وكييف للسيطرة على هذه المنطقة الصناعية في شرق البلاد. (وكالات)