بيروت – «الخليج»

دخل لبنان مرحلة الانهيار الشامل وتعطلت المؤسسات فيه وأصبح الشلل سيد الموقف، فلا رئاسة جمهورية تسهم في الانتظام العام ولا مجلس يشرع ولو للضرورة ولا حكومة تجتمع بشكل طبيعي بل بالكاد تصرف أمور البلاد، وكل القطاعات تتعثر والدولار يحلق ويلامس عتبة ال 77 الف ليرة والليرة تواصل الانهيار، في وقت عادت الاحتجاجات بشكل عنيف وسط تخوف من انفلات حبل الامن في البلاد، فيما استكمل سفراء «اللقاء الباريسي» الخماسي جولتهم على المسؤولين والتقوا وزير الخارجية عبد الله بو حبيب ودعوا الى الإسراع في انتخاب رئيس وتنفيذ الإصلاحات.

وانعكس التعثر الحاصل رئاسياً ونيابياً وحكومياً سلباً على أحوال البلد وأصاب المؤسسات بالشلل، في وقت واصلت المصارف إضرابها وتلوح باللجوء إلى الإقفال التام وتوقيف الصرافات الآلية عن العمل وبالتالي عدم قبض الرواتب عند نهاية الشهر، ما يزيد الأعباء المعيشية لا سيما مع الارتفاع الكبير للدولار، ما سينعكس حكماً على كل الأسعار وأبسط مواد الاستهلاك بدءاً من المحروقات والأدوية وكل السلع الاستهلاكية وحتى ربطة الخبز ما يساهم في تدني القدرة الشرائية لكل اللبنانيين بشكل خطير.

وإزاء هذا الوضع المتردي سجلت حالة غضب عامة في البلاد وخرج الناس الى الشارع، حيث أقدم عدد من المحتجين على قطع الطريق عند ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس الطريق المؤدي الى السراي، كما قام عدد من المسلحين بجولة على المحال في المدينة وأطلقوا النار في الهواء لإرغامهم على الإغلاق، فيما جرت دعوات الى قطع طريق جبل محسن كما تم قطع الطريق عند ساحة حلبا عكار. وقطع محتجون طريق البداوي الدولي في طرابلس في الاتجاهين، بعدما وضعوا سيارات وصهاريج وحاويات نفايات وحجارة وإطارات سيارات وسطه، احتجاجًا على ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة اللبنانية، وتردي أوضاعهم المعيشية. كما أقدم محتجون آخرون على قطع طريق المنية الدولي لجهة عكار، في بلدة بحنين قرب نفق أفران لبنان الأخضر ما تسبب بازدحام كبير، شهدته الطرقات الفرعية البديلة التي جرى تحويل حركة السير عليها. وفي بيروت تم قطع مستديرة الكولا احتجاجاً على الأوضاع المعيشية المتردية وعلى ارتفاع سعر الدولار. واعتصم الاساتذة الثانويون من كل المناطق اللبنانية قبل ظهر أمس أمام مقر وزارة التربية والتعليم العالي في الاونيسكو، رافعين لافتات نددت بإهمال مطالبهم المحقة والوعود الزائفة من قبل وزارة التربية والتعليم العالي والمطالبة بحقوق الاساتذة الثانويين في المدارس الرسمية. ولوح المعتصمون بالتصعيد من الان وصاعداً، من أجل تحقيق مطالبهم، معلنين الاستمرار في الاضراب.

الى ذلك، التقى وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب سفراء الدول الخمس (فرنسا وأمريكا والسعودية ومصر وقطر) التي عقدت اجتماعاً في باريس مؤخراً، حيث أطلع السفراء بوحبيب على خلاصة الاجتماع الخماسي الذي كان عقد في باريس، وشدّدوا على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية. كما أكدوا ضرورة البدء بإجراء الإصلاحات الاقتصادية والمالية اللازمة، علمًا أنّ الدول الخمس ستبقي اجتماعاتها مفتوحةً لمتابعة التطورات.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version