لم يستبعد أرفع مسؤول عسكري أمريكي، إجراء مفاوضات بين موسكو وكييف في الربيع المقبل، وأعلنت فرنسا والصين أنهما تريدان «المساهمة» بالسلام في أوكرانيا، فيما ستصوت الأمم المتحدة الأسبوع المقبل على مشروع قرار يدعو إلى «سلام عادل» في أوكرانيا.

في اي لحظة

قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارك ميلي إنه لا يستبعد إمكانية إجراء مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في أي لحظة. ورداً على سؤال من «فاينانشال تايمز» ما إذا كانت لحظة الدبلوماسية قد انقضت، صرح بأنه «لم يتبق سوى بضعة أسابيع على الربيع، إلا أن هذا مجرد أفق تخطيط. هناك فرصة لبدء محادثات سلام في أي لحظة». ومع ذلك، ووفقاً للجنرال، فإن كلا الجانبين «ملتزمان بشدة بأهدافهما»، معقباً بأن الصراع الحالي يعكس الدرس المستفاد من الحرب العالمية الثانية بأن «العدوان» لا يمكن إيقافه إلا بالقوة العسكرية، على الرغم من إشارته إلى المخاطر المرتبطة بالترسانة النووية الروسية.

وتابع الجنرال: «في هذه الحالة بالذات، نحن نتحدث عن دولة كبيرة تمتلك أسلحة نووية، لذلك علينا أن نكون حذرين للغاية».

مساهمة فرنسية صينية

في باريس، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية الصيني الزائر وانغ يي خلال اجتماع في العاصمة الفرنسية أول أمس الأربعاء، عن «نفس الهدف المتمثل بالمساهمة في السلام» في أوكرانيا «وفقاً للقانون الدولي»، حسب ما أعلن قصر الإليزيه. ولا يخفي الرئيس الفرنسي أمله في أن تمارس الصين ضغوطاً على روسيا للعودة إلى «طاولة المفاوضات». واقتناعاً منه بأن «استقرار» العالم ضروري للصين، دعا ماكرون الرئيس الصيني في نوفمبر إلى «توحيد القوى» ضد تواصل الحرب.

وناقش ماكرون مع وانغ «الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا وتداعياتها على الدول الأكثر هشاشة، لا سيّما في ما يتعلق بالأمن الغذائي والقدرة على التمويل»، بحسب الرئاسة الفرنسية. كما أشار الرئيس الفرنسي إلى «تداعيات هذا النزاع على السلم والأمن الدوليين»، مجدّداً تأكيد «دعم» بلاده «لدولة تتعرّض لاعتداء». وأكّد الإليزيه أن ماكرون ووانغ «أعربا عن نفس الهدف المتمثّل بالمساهمة في إحلال السلام وفقاً للقانون الدولي»، من دون تحديد طبيعة مساهمة كلّ بلد في ذلك.

سلام عادل

وفي ذكرى مرور عام على العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، ستصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل على مشروع قرار يؤكد «ضرورة التوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم في أقرب وقت ممكن» بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.

وسيطالب مشروع القرار موسكو مرة أخرى بسحب قواتها وسيدعو إلى وقف الأعمال القتالية. ومن المرجح أن تصوت الجمعية العامة، المكونة من 193 عضواً، على مشروع القرار الخميس المقبل بعد يومين من كلمات سيلقيها عشرات من قادة الدول بمناسبة الذكرى الأولى للعملية العسكرية في 24 فبراير/ شباط.

والجمعية العامة هي محور تحركات الأمم المتحدة بشأن أوكرانيا لأن مجلس الأمن، المكون من 15 عضواً، لا يمكنه التحرك بسبب روسيا التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) مع الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا. وعقد مجلس الأمن عشرات الاجتماعات بشأن أوكرانيا في العام الماضي، وسيناقش مرة أخرى الحرب في اجتماع وزاري يوم الجمعة المقبل. ويقول دبلوماسيون إنه من غير المرجح أن يسافر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى نيويورك. وقرارات الجمعية العامة ليست ملزمة قانونياً، ولكنها تحمل وزناً سياسياً. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version